كثير من الأشياء تتغيير وتتبدل مع الزمن .. هكذا كانت تفكر.. وهي تراقب قطرات المصل المتساقط بتكاسل على ذلك الأنبوب الطويل المغروز بإبرة طويلة في وريدها .. وتحمد الله أنها لم تكن في وعيها.. عندما تمت تلك العملية.. شردت قليلاً وهي تفكر كيف تم كل هذا.. .؟ ولماذا؟؟ ليس هناك منطق فيما حدث.. كم يكون سهلاً على شخص ما أن يجرحك بهدوء وبرودة أعصاب دون أن يفكر ماذا قد يحدث لك.. هل قلبي ساذج ام أن للكذب والخيانة متعة خاصة .. !! تدحرجت دمعة على خدها الشاحب المرهق .. وقد اختفى الدفء والبريق من عينيها ..واصبح البكاء وسيلتها الوحيدة رغم انه لن يحدث أيّ فرق ولن يزيل ذلك الحجر الجاثم على صدرها من الألم .. والإحباط وخيبة الأمل .. وجرحها يئن من قسوة الخيانة .. وألم الفراق.. فقلبها المسكين يبكي رغماً عنها وعنه.. فهو عاشق .. وصادق .. وليس ذنبه أن قلبه خائن لا يعرف الحب.. ولن يخف الم الشوق والفراق بالتمني أوأنه لا يستحق.. نعم .. الغدر لا يستحق .. والخيانة لا تستحق .. والكذب لا يستحق .. ولكن الحب الذي حملته في أعماقها يستحق والصدق الذي تنفست به أحاسيسها يستحق.. روحها التي تبعثرت .. واحلامها التي تلاشت .. وقصرها الذي بنته على غمام الآمال والتمنيات وحلقت فيه.. وهي ترسم لوحاته وتلون جدرانه .. وتصمم أفكاره على هوى امنياتها تهاوى وغاص في عمق اللاوجود في لحظة .. فرياح الغدر الهادرة دمرت كل الاحلام وطمست كل معالم المداخل والجسور..واصبحت احلامها رفات أنقاضٍ تكومت في صدرها.. واثقلت على قلبها .. كل هذا يستحق أن تبكي تقهر .. تنهار ... ولازالت قطرات المصل تتساقط بتكاسل .. وكل شيء بارد وهاديء.. ساكن.. وكل من حولها مشغول بشيء ما.. والزمن لا يمضي.. وهي تردد .. الزمن يغير كل شيء.. ودائماً ما يأتي بشيء جديد.. حلواً كان أو مراً.. فكل التفاصيل متشابهة.. وكل له نصيب من الألم والفرح والحياة... واعماقها تبكي وقلبها يئن وعقلها مشوش والناس حولها مشغولون.. وعيناها جامدتان .. ويداها باردتان.. والجدران البيضاء باردة.. وهي بلا حراك.. ولكنها تتمنى .. لمحة: الألم قد يكون سبباً في أن تشعر يوماً ما بروعة الحياة .. وعندما تتعرض للخداع.. ويخونك الحب.. يصيب قلبك الخدر والبرود .. ولكنك تصبح اكثر مقدرة على تمييز الحب وروعته .. فلا تغلقوا أبواب قلوبكم على الماضي ..فالحاضر مليء بالأمل والتفاؤل والحياة .. أتركوا دائماً مجالاً لكي يتسلل إليكم الأمل ..