كلكم قد قرأ خبر الشباب السودانيين «الثلاثة» وتبين بعد ذلك أنهم أكثر من ثلاثة، الذين اغتصبوا الفتاة الأجنبية وتبين بعد ذلك أنهم لم يغتصبوها وإنما كانت العملية برغبتها، بل إنها كانت «مدفوعة الأجر» أيضاً حسب الخبر.. ومن أجل ذلك وغيره.. أقول: من أجل صون عفة المرأة وحفاظاً على شرفها ومن أجل حياة كريمة ومطمئنة وسعيدة لها وللرجل كذلك «فرض» رب العالمين على المرأة الحجاب.. ومن أجل ذلك كان المجتمع الذي يبتعد عن منهج الله وتنكب طريقه المستقيم مجتمعاً يتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض.. مجتمعاً «مريضاً» يحتاج إلى «العلاج» الذي يقوده إلى الشفاء و السعادة. ومن الصور التي تدل على ابتعاد مجتمعاتنا عن ذلك الطريق وتوضح - بدقة - مقدار انحرافه وتحلله.. تفشي ظاهرة السفور والتبرج بين الفتيات. والذي كان له الأثر الفعال في ظهور الحوادث الغريبة من الجرائم التي لم نكن نسمع بها من قبل كاغتصاب الفتيات والأطفال و...!! فالشاب عندما يرى فتاة متبرجة - والنظرة سهم من سهام إبليس - فإنه يتأثر بذلك المنظر.. وهذه الظاهرة نجد أنها أصبحت «للأسف» من سمات مجتمعنا السوداني رغم انتشار مراكز بيع الزي الإسلامي فيه، فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الانحراف؟ ومن ذلك كله توصلنا لأعذار، فتعالوا معي من خلال هذه السطور نتعرف على الأسباب التي أدت لإعراض الفتيات عن الحجاب.. تقول إحداهن: (أنا لم اقتنع بعد بالحجاب لذلك لا أرتديه، ولا أحب أن أرتديه إلا بعد أن اقتنع به)!!! فقلت لها: (هذا سبب واهي) فقالت لي: (كيف ذلك؟) فقلت لها: (هل أنت مقتنعة أصلاً بالإسلام كدين؟ هل تشهدين أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهل أنت مقتنعة بالشريعة الإسلامية منهجاً للحياة؟). ثم سألتها قائلاً: (هل الحجاب في شريعة الإسلام؟) قالت لي (بالطبع نعم) فقلت لها: (فالله الذي تؤمنين بألوهيته أمر بالحجاب في كتابه قائلاً (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وقوله تعالى (يا أيها النبي قل لنسائك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي تؤمنين برسالته أمر بالحجاب في سنته.. ثم ذكرت لها قوله تعالى: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) أي أن المسلم ليس لديه خيارات يختارها على دينه إذا كان مؤمناً كما جاء في الآية الكريمة.. وفي نهاية لقائي بها قلت لها: (إذا كنت مقتنعة بالإسلام كدين أنزله الله تبارك وتعالى فكيف لا تقتنعين بالحجاب وهو من أوامره؟!) فقالت لي: (صدقت) ووعدتني أنها ستفكر في الأمر وتنظر له من منظور آخر. أما أختنا الثانية فهي مقتنعة بالحجاب وتريد أن ترتديه لكن تخيلوا أن أمها تمنعها من ارتداء الحجاب!!! وهي تقول: (والدتي تمنعني من لبس الحجاب الشرعي وأنا أخاف إن عصيتها من العقوق)، وتواصل قائلةً: (وبصراحة شديدة أمي تخاف عليَّ إن ارتديت الحجاب أن لا أجد حظي في الزواج)!! فقلت لها: (هل سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فلو أن أمك أمرتك بشرب الخمر أو السرقة فهل تنفذين أمرها؟) قالت لي (بالطبع لا) قلت لها (ها أنت قد أجبت على نفسك بنفسك فلا تطيعيها ولكن لا يمنع عدم طاعتها في المعصية من الإحسان إليها وبرها ومعاملتها معاملة الأم التي أوصانا ديننا الحنيف بها).. وقلت لها مودعاً لا تطيعين أمك وتعصين الله الذي خلقك وخلق أمك.. فوعدتني قائلة (إن شاء الله).. عزيزي القارئ ليست هذه هي الأعذار الوحيدة فهناك الكثير من الأعذار التي طُرِحَتْ من بعض الفتيات وكانت كلها حججاً واهية للإعراض عن ارتداء الحجاب.. هؤلاء هن أخواتنا اللائي نخشى عليهن من أعين الذئاب البشرية التي لا ترحم والمنتشرة في شوارعنا وأزقتنا الضيقة.. ولا يخفى على شريف علمك عزيزي القارئ جرائم الزنا والاغتصاب التي كثرت في مجتمعنا السوداني والتي نقرأ عنها في الصحف اليومية الكثيرة ونسمع عنها في إذاعاتنا المختلفة.. والمحزن في الأمر أن مجتمعنا السوداني العفيف الشريف النظيف من كل هذه الشوائب لم يكن يعرف هذه الجرائم أبداً في يوم من الأيام.. أنا من هذا المنبر (آخرلحظة) ادعو كل أخواتي اللاتي لا يرتدين الحجاب بالالتزام بالحجاب الشرعي والرجوع إليه.. ولهن الأجر والثواب والحسنات الكثيرة عند الله مقابل ذلك. أما عن الحادثة التي حدثت بين الشباب السودانيين والفتاة الأجنبية فإني أطرح سؤال (لماذا ذكر الله الزانية قبل الزاني في سورة النور في كتابه العزيز؟) بإمكانك عزيزي القارئ أن تجد الإجابة في تفسير السورة إذا أردت أن تصل إلى ما أرمي إليه.