أصبح النقل التلفزيوني للأحداث الرياضية وكرة القدم تحديداً من أهم الموارد المالية للمؤسسات الرياضية، الاتحادات وألاندية، وارتفعت قيمة عقود النقل التلفزيوني بشكل جنوني حتى وصلت لأرقام فلكية.. ومع هذا الارتفاع الكبير في أرقام العقود حدث تطور كبير في النقل التلفزيوني وأصبحت القنوات تقدم المباريات بصورة تجعل المشاهد وكأنه في الملعب تماماً، ودونكم قناة «بي إن الرياضية» «الجزيرة سابقاً» التي احتكرت حقوق النقل التلفزيوني في الشرق الأوسط لكل الدوريات الأوروبية منها والعربية بجانب بطولات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.. لم يأت هذا الاحتكار بفيتو إنما بعرض مالي جعل كل القنوات الراغبة تستسلم أمام إمبراطورية الجزيرة القطرية. ما قادني إلى هذا الأمر هو تعاقد الهلال مع قناة «النيلين» الرياضية لنقل مباريات الهلال الأفريقية، وحسب علمي فإن القناة قررت شراء مباراتي الفريق أمام الملعب المالي ب(75) دولار لمباراة الذهاب ومثلها لمباراة الإياب.. وها هي القناة ترتكب خطأ كبيراً لا تقع فيه قناة تسعى لاحتكار نقل المباريات.. فالهلال من حقه أن يسوق مباراة الإياب لأنها على أرضه ولكنه ليس من حقه أن يسوق مباراة الذهاب التي ستلعب في مالي، لأن المباراة هي مباراة الملعب المالي ويشرف على تنظيمها الاتحاد المالي وليس من حق الهلال قانوناً أن يطالب القناة بأي حقوق، ولكن يبدو أن النيلين التي تريد خوض تجربة نقل المباريات الخارجية تجهل تماماً حقوق البث التلفزيوني في مثل هذه المباريات وبما أن «النيلين» اشترت حق بث مباراتي الهلال أمام الملعب المالي فعلى جمهور الهلال أن يتجه من الآن للراديو لأن «النيلين» لن تستطيع نقل لقاء الذهاب من مالي، ولن تقدر على ذلك لأنها تجاهلت صاحب الحق واشترت من الهلال الذي لا يملك أي حق في مباراة الذهاب، فمن حق إدارته أن تبيع مباراة الإياب في أم درمان لأي قناة.. أما إذا كانت «النيلين» تعتمد على تبادل النقل، فإن معظم الدول الأفريقية لا تؤمن بهذا المبدأ وتبث مباريات فرقها أرضياً فقط... لأن النقل الفضائي غالي الثمن، وإذا كانت «النيلين» جادة في بث لقاء الذهاب من مالي عليها أن تدفع الآن قيمة رفع الشارة للتلفزيون المالي، ولن يقبل منها جمهورالهلال أي عذر لأن أعذاراها قد نفدت في الموسم الماضي. وما ينطبق في الهلال يجري على اتحاد الكرة الذي كرس اهتمامه مع «سوداني» التي وافقت على رعاية الموسم الجديد، ونسي حكاية النقل التلفزيوني بعد أن أبدى مسؤولو الشركة ملاحظاتهم على السلبيات التي صاحبت الموسم الماضي وعلى رأسها النقل التلفزيوني، وذلك بعد أن فشلت «النيلين» في نقل الأسابيع الأربعة من الدوري بسبب تمسك الأندية بحقوقها في البث، رغم ضآلته. وعلى اتحاد الكرة أن يراجع ملف البث خاصة مع الوضع الراهن وأن الحكومة التي تكرمت الموسم الماضي ونابت عن «النيلين» ودفعت حقوق البث، فإن الأمرهذا الموسم سيكون مختلفاً، ومن الأفضل أن يطرح اتحاد الكرة حقوق النقل على كل القنوات الفضائية السودانية، مقابل مبلغ مالي محترم يساعد الأندية على مجابهة المنصرفات بدلاً منح حقوق النقل لقناة لا يقدر الاتحاد على مقاضاتها لاسترداد حقوقه. وعلى الاتحاد أن يفكر ويدبر أمره قبل فوات الأوان وحيث لا ينفع الندم، ويعيد النظر في بث الدوري ومن حق الأندية أن تحلم بعائد مالي مجزٍ مقابل نقل مبارياتها حتى تسدد جزءاً من التزاماته واغلبها متورطة في ديون متراكمة وينتظر عوائد البث والرعاية بعد أن قنعت من خير من دخل المباريات.