اندلعت أمس معارك جديدة بين القوات الحكومية بدولة جنوب السودان والمتمردين الذين يقودهم نائب الرئيس المعزول ريك مشار بولايتي جونقلي والوحدة النفطية، وذلك بعد يومين من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الطرفين بإثيوبيا. وقال المتمردون في بيان لهم «قامت القوات الحكومية بانتهاك واضح لاتفاق الهدنة وشنت هجوماً على قواتنا بجونقلي والوحدة. وأمام كل هذه الهجمات من الجيش الحكومي ردت قواتنا دفاعاً عن النفس».بيد أن الجيش الحكومي نفى أن تكون قواته قد بادرت بشن أي هجوم على مواقع المتمردين، وأعاد اتهامات أعلنها السبت عن خرق المتمردين للهدنة. وأكد وزير الإعلام بدولة الجنوب مايكل ماكوى التزام حكومته التام بالاتفاق الذي تم توقيعه بين الطرفين الجمعة الماضية بالعاصمة أديس أبابا تحت رعاية هيئة الإيقاد لوقف العدائيات على الرغم من الانتهاكات التي حدثت من الطرف الأخر. مبيناً أن لجنة الوساطة حددت يوم 7 فبراير القادم لاستئناف المفاوضات بين الطرفين في بقية المواضيع السياسية الأخرى. وقال لسونا «إن اتفاق وقف العدائيات الذي تم إعلانه الأسبوع الماضي كان لتحديد موقف المتهمين وليس لإطلاق سراحهم كما فهم البعض حيث اعترف الاتفاق بالدور الذي تقوم به الإيقاد والدول الصديقة ويشجعهم على أن يواصلوا جهودهم تجاه إطلاق سراح المتهمين». وزاد «أن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح المتهمين بموجب قوانين ودستور حكومة جنوب السودان بعد تقديمهم للمحاكمة وكل من ارتكب جرماً لابد أن يعاقب وفق القانون والعدالة»، داعياً المجتمع الدولي للضغط على الطرف الأخر لوقف الانتهاكات والاستجابة لصوت العقل والضمير حتى يعود الأمن والسلام للجميع. ووصف وزير الإعلام بدولة الجنوب ما حدث في مدينة بور عقب الصراع المسلح الشهر الماضي بين حكومته وقوات الدكتور رياك مشار بأنه «مؤسف للغاية»، وأضاف لقد تم تدمير كل المنشآت الحكومية والمدنية التابعة للمواطنين و حرق بعض القرى كما تم حرق المزارع التي كانت تبشر بمحصول جيد هذا العام.وقال إن سكان مدينه بور اتجهوا إلى الغابات المجاورة هرباً من القتال، داعياً منظمات الأممالمتحدة والجمعيات الطوعية لتقديم يد العون والمساعدة عبر إرسال الإغاثة الإنسانية إلى المواطنين في المنطقة والذين بدأوا في العودة إلى قراهم.