أوردنا في المقال الأول من هذه السلسلة أقوال محمود محمد طه في كتابه الرسالة الثانية ورأينا كيف كان يجهد نفسه في إعداد المسرح لاستقبال رسول الرسالة الثانية الذي هو محمود بلا أدنى شك ولا ريب صحيح لو كان المرسل هو الله حقاً لنظرنا الى محمود كما نظر الناس.. وننظر اليوم الى يحيى وعلاقته بعيسى عليه السلام وتبشيره به أو لنظرنا اليه كنظرتنا الى عيسى عليه السلام وعلاقته بمحمد صلى الله عليه وسلم.. وبما أن المرسل في حالة محمود ليس هو الله حقاً.. بل هو الشيطان فإن رسول الرسالة الثانية أو الخاتمة كما يدعي محمود فهو محمود لا سواه بحال من الأحوال وفي هذا ما يكفي لتكفير كل من يقول به. لذلك لم يكن غريباً ولا مستغرباً ان نوجه الى محمود محمد طه تهمة الردة من جهات عديدة ويكفي دليلاً على خطل وخطأ ما يقول به محمود وعدم توافقه مع ما أنزل به محمد صلى الله عليه وسلم ان تقوم اكثر من جهة معتبرة باتهامه بالردة اذ من المحال أن تجتمع وتتفق كل تلك الجهات على أمر خطير مثل هذا بلا مبررات ولا مسوغات.. وها هي بعض المسوغات التي ادت الى تكفيره والحكم بردته: -اتهموه بأنه جعل الاسلام رسالتين.. وأنه هو الرسول الثاني للاسلام... -اتهموه بأنه ادعى انه عيسى عليه السلام -اتهموه بإنكاره ما هو معلوم في الدين بالضرورة كإنكاره الصلاة والزكاة والجهاد والطلاق، وان شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لا تصلح لانسانية القرن العشرين. -اتهموه بإنكاره خلود الكافرين في النار. -اتهموه بسوء الأدب مع الله سبحانه وتعالى -اتهموه بأنه ينكر الشهادتين هذا وقد صدرت مجموعة من الفتاوى كلها تتفق في اثبات حكم الردة على محمود محمد طه. -ومن اول من حكم بردته المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي في 5 ربيع اول عام 1395 ه. -وحكم بردة محمود أيضاً مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر وذلك بتاريخ 5/يونيو 1972 حيث اقروا بأن كلام محمود كفر صراح لا يجوز السكوت عليه . -حكمت عليه المحكمة الشرعية السودانية بالردة عام 1968 في القضية المشهورة التي رفعها عليه حسين محمد زكي والامين داؤود ورفض محمود المثول أمام المحكمة. -وفي يناير عام 1985 حكمت محكمة الاستئناف العليا بردته.. وحكم عليه بالاعدام.. ونفذ الحكم في نفس العام. هذا وقد تصدى لأقواله الكثيرون ولم يقف معه منافحاً ومدافعاً إلا كل مغموص عليه في دينه ومستدرك عليه في قول أو سلوك.. اللهم إلا ما كان من سقطة مشهورة سقطها البروفيسور عبد الله الطيب الذي رثاه بقصيدة مشهورة مطلعها من بحر الخفيف: قد شجاني مصابه محمود مارق قيل هو عندي شهيد ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لأخينا وأستاذنا العالم الجهيز عبد الله الطيب زلته تلك وكفاه ما نص من الردود عليه حيث كان أول المسارعين بالرد على قصيدة العلامة عبد الله الطيب الشيخ الجليل والحبر والعلامة الدكتور أحمد إسماعيل البيلي بقصيدته المشهورة والتي مطلعها:رثاؤك من أتى بالترهات عجيب صار احدى المضحكات وقد وفقني الله سبحانه وتعالى بالرد على الدكتور عبد الله الطيب بقصيدة دالية جاءت على نفس الرؤى والبحر والقافية قلت فيها: أيها العالم الأديب السديد عزب العلم عنك والتسديد أيها الشارح المجود قل لي أين تلك الشروح والتجويد وفيها أقول: ندعي رام ان يحدد محمود وتالله دينه التجديد دينه الرأي والهوى وامتنان ما له قط قيد أو حدود وللشيخ البيلي حفظه الله قصيدة اخرى في الرد على البروفيسور عبد الله الطيب والآن يحاول بعض المخدوعين والمغموصين فتح ملف الفكر الجمهوري من جديد ظناً منهم أنهم سيفوزون بما يظنونه رد اعتبار لشهيدهم المزعوم محمود محمد طه ونحن لا نبالي بفتح الملف اذا شاءوا وبيننا وبينهم النصوص.. وبيننا وبينهم الكتاب والسنة واذا أرادوا أن يحكم بردته للمرة الخامسة أو السادسة فدونهم وما يريدون ونحن لها وأهل العلم لها.. وقد سبق الى القول بردته والنكير عليه افذاذ مثل الدكتور جعفر شيخ إدريس والدكتور عبد الحي يوسف والدكتور شوقي بشير عبد المجيد وآخرون وما أكثرهم. ان هؤلاء المخدوعين يريدون ان يحتفلوا بالذكرى السابعة عشرة لردته ونحن لا نسميها إلا ردة وسنعرض من كتبه ومن منشوراته.. ومن محاضراته من الأقوال ما يثبت انه مرتد وان من يشك في ردته هو نفسه على خطر فالحذر.. الحذر. لقد قتل محمود بسيف الشرع الذي لا يقع إلا بين كتفي زنديق. آية ال كفر تركه للصلاة تارك الفرض كافر محدود ثم دعواه انه يتلقى ما تلقى مسيحنا الموعود خاتم الأنبياء أحمد أما خاتم الرسل فاعجبوا محمود