خروقات متبادلة حول وقف اطلاق النار وصورة مأساوية لحال الانسان الجنوبي في كل مناطق العمليات التي أصبحت مقابر جماعية للأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن في ولايتي الوحدة وجونقلي.. بعد أن ثبت عدم التزام الفرقاء بوقف اطلاق النار الذي تم التوقيع عليه تحت اشراف الاتحاد الافريقي.. مما يؤكد بأن هناك أياد خارجية لا تريد للجنوب استقرارًا ولا حتى للسودان الشمالي بعد أن انتقلت كل المعارك العسكرية الى ولايتي انتاج النفط المجاورتين للسودان.. ومن الواضح ان الخطوة القادمة هي الانتقال بالأزمة من مناضد الاتحاد الافريقي الى مجلس الأمن الدولي.. مما يعقد المشكلة ويزيد من معاناة المواطن الجنوبي، وبالتالي من المستحسن أن يعقد الاتحاد الافريقي اجتماعاً في الخرطوم أو اديس ابابا ما بين الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب ال سودان والدكتور رياك مشار قائد تلك المعارضة المسلحة لأن في ذلك اللقاء تكمن الشفافية المطلوبة من طرفي النزاع وصولاً الى حلول ومعالجات عاجلة للأزمة التي فشل في وضع حداً لها (نيال دينق) ممثل الحكومة مع (تعبان دينق) أحد قيادات مجموعة رياك مشار والحاكم السابق لولاية الوحدة.. كما يمكن للسودان أن يلعب دورًا مقبولاً ومؤيدًا من المجتمع الدولي في اقناع الطرفين المتنازعين على وقف اطلاق النار بعد الاتفاق الاطاري حول الأجندة التي تم الاتفاق حولها.. خاصة وأن المتضرر الأول من ذلك الصراع الدموي هو المواطن الجنوبي الذي لا يفهم حتى هذه الساعة طبيعة الاشكالية والصراع الذي تحول الى حرب قبلية.. دون إرادة القبائل المشاركة في تلك المأساة وخيرًا فعل السودان بأن فتح أراضيه لأشقائه الجنوبيين الفارين من الموت الذي بات يطوقهم في كل مناطق التماس والحدود الجنوبية السودانية.. مما يؤثر على الأوضاع الاقتصادية القاسية التي تواجهها حكومة الخرطوم.. والتي من مصلحتها ومصلحة الاتحاد الافريقي أيضاً المجتمع الدولي ان يتحقق السلام هناك في أقرب وقت.. فلتتحرك الدولة السودانية بقوة لوقف اطلاق النار.. وانجاح التفاوض بين طرفي النزاع.