ويحزم الهلال حقائب العودة للخرطوم غداً بعد أسبوعين من التدريبات المكثفة من قبل الجهاز الفني، بالعاصمة القطرية الدوحة التي احتفت بالهلال بصورة فاقت الحد المتوقع، بعد أن كان مقر البعثة قبلة للأندية القطرية التي سعت لعقد توأمة مع كبير السودان من أجل تبادل الخبرات والزيارات لخدمة الرياضة في البلدين، في وجود المهندس الحاج عطا المنان رئيس النادي الذي كان حضوره حدثاً لافتاً في أرض الخير. قد تكون التجارب الودية التي أداها الهلال بالدوحة أقل من الطموح، مقارنة بتجارب المريخ بعيداً عن الخسائر التي تلقاها الفريق الأحمر ولكن العزاء الوحيد أن الهلال لن يلعب تمهيدي دوري أبطال أفريقيا وأمامه فرصة كاملة ليكون جاهزاً لدور ال(32) عكس المريخ الذي أصبح في وضع لا يحسد عليه وأمامه تحدي خطير أمام كمبالا سيتي الأوغندي الذي استعد ببطولة دولية بتنزانيا وفاز بلقبها، مما يزيد من متاعب المريخ الذي يحتاج لمباراة أخرى مع فريق قوي حتى يكون جاهزاً للتميهدي احترمنا التونسي نصر الدين نابي عندما قال بعد تعادل الهلال مع زينت الروسي إن الفريق سيظهر بمستوى مميز بعد ثلاثة شهور ولكن لم نهضم تصريحاته وتليمحاته بشأن النيجيري استيفن وارغو، بعد أن قال أنه لاعب عادي، مقارنة باللاعب الشاب وليد علاء الدين، رغم أن النابي يقصد بذلك عدم جدية وارغو في التدريبات، ونحن بدورنا نقول له بما أن وارغو لا زال بعيداً عن مستواه «طيب الصفقة لزومها شنو» والأخبار الورادة من الدوحة يومياً تشير إلى أن النابي يصفق لوارغو. وبعيداً عن وراغو، فإن النابي كان منطقياً للحد البعيد وهو يعتمد على اللاعبين القدامى في التشكيل الأساسي مع تأكيده على أنه سيحصر تشكيلة الفريق في 18 لاعباً فقط في المرحلة الأولى من الدوري، ومعه ألف حق لأن فترة الإعداد كانت قصيرة وأن المباريات التي أداها الفريق قليلة، لذلك تركيزه على اللاعبين القدامى مع إضافة سيسيه وكوليبالي يبقى منطقياً ويؤكد أن النابي يعرف ما يريده تماماً. فإذا كانت الظروق قد خدمت النابي فإن الألماني مايكل كروجر في موقف لا يحسد عليه، خاصة بعد نتائج الفريق في المباريات التجربيية ورغم الثقة التي يتحدث بها كروجر والدعم الذي يجده من إدارة النادي واعلامه الا ان الوضع في المريخ غير مطمئن، خاصة بعد رباعية ريد بول النمساوي، ومن السذاجة أن يكون مستوى اللاعبين متباعداً للدرجة التي تجعل الفريق يكاد ينهار في الشوط الثاني، رغم أنه تقدم بهدف جميل للمالي تراوري في الوقت المناسب وعندما كان كل أهل المريخ يتضرعون لله ويناجونه بصوت واحد «يا الله قون». قد يكون إعداد الهلال جيداً من ناحية التدريبات والانضباط في المعسكر، ولكن إذا رجعنا للمباريات الودية نجد أن ذلك كان صفراً على الشمال وكان من المفترض أن يؤدي الفريق على الأقل خمسة مباريات متدرجة وليس ثلاث مباريات لعبت فيها الصدفة دوراً كبيراً وهذا وضع لا يشبه الهلال الذي يعتبر سيد البلد في السودان.. كم من انجاز تحقق بضربة الحظ ولعبت فيه الصدف رأس الرمح، وهذا ما نتمناها للهلال الذي تشكل له الدوحة مصدر خير دائماً.