غمرت أسواق ولاية الخرطوم هذه الأيام تدفقات كبيرة من البطيخ الذي تراوحت اسعاره ما بين جنيهين ونصف إلى عشرة جنيهات على حسب الاحجام وكشف عدد من التجار الذين التقتهم «آخر لحظة» أن الوفرة في السلعة ترجع لزيادة الانتاج بمناطق زراعته بولايتي الجزيرة والنيل الأبيض والأزرق. ودخول زراعته عن طريق البيوت المحمية واضافة مواد مساعدة لنموه اسهمت بشكل كبير في ظهوره قبل موسمه وعزا عدد من التجار عدم تصدير البطيخ خارجياً نسبة لثقل وزنه وعدم تحمله للتخزين لانه سريع التلف. فيما اشار الخبير الزراعي دكتور نصر الدين شلقامي لعدم تشجيع الاستثمار الزراعي واصبحت الزراعة مغامرة لا تكفي لحاجة السوق المحلي مضيفاً أن طريقة العرض والتغليف للمنتجات الزراعية السودانية كالبطيخ والشمام لا ترتقي لمستوى المنافسة خارجياً بالاضافة أن الأسواق تتطلب مقاسات معينة مشيراً إلى أن المطابع التي تقوم بتصنيع كراتين التعبئة تخرجها بشكل رديء وضعيف موضحاً أن 80% من قيمة السلعة تذهب للتغليف في البلدان الأخرى نسبة لاهتمام الناس بشكل السلعة المغلفة بجانب عدم استمرارية الانتاج وهذا ما ادى لضعف صادرات الخضر والفواكه مناشداً الدولة بدعم القطاع الزراعي التقليدي وتشجيع الاستثمار الزراعي. ومن جانبه اضاف جمال رستم الخبير الاقتصادي إن الصادرات من الانتاج الزراعي تعاني من ضعف الانتاج والانتاجية اضافة لوجود منتجات في الأسواق الأخرى تنافس منتجاتنا الزراعية من حيث التميز و الجودة والاسعار المناسبة مضيفاً أن الرسوم والضرائب المفروضة على السلع وارتفاع التكاليف في الصادرات بجانب عدم وجود إستراتيجية ورؤية واضحة يعد هذا من أكبر المعوقات والمهددات للصادرات مشيراً لضعف العلاقة بين شبكات العمل الخارجي التي اسهمت بدورها في انخفاض الصادرات الزراعية بالاضافة لوجود عقبات تتمثل في عدم المقدرة على القراءة الواضحة والصحيحة لاحتياجات السوق الخارجي داعياً إلى ضرورة مراجعات للسلع التي يمكن ان تنافس في الأسواق الخارجية بجانب تخفيض الرسوم المفروضة. واشارت مصادر إلى أن سلعة البطيخ كان يتم تصديرها في السابق ونسبة إلى التنافس العشوائي وعدم وجود أجسام معينة لتنظيم التجارة الخارجية للدولة أصبح كل شخص يسعى إلى التصدير بمفرده بجانب عدم وجود اشتراطات فنية أو صحية من قبل المواصفات مؤكداً وجود أزمة اقتصادية في البلاد اضافة لوجود ميزة بند تشجيعي 15% لدول العالم الثالث لاستقبال الصادرات لزيادة التنمية ونجد أن السودان غير مستفيد منها.