لم يخيب الهلال ظني وهو يبصم بالعشرة على انه ما زال في طور البناء والاعداد، وان العرض الذي قدمه امام الرمثا الاردني، لا يمكن ان نعتبره مقياساً لمستوى الفريق.. وتأكدت من ذلك بعد ان كانت حاضراً امس في استاد الخرطوم وشاهد عيان على مباراة الهلال الودية مع فريق (اطلع برا) بطل جنوب السودان. فالحكم على فريق الهلال ليس مبنياً على التعادل السلبي الذي انتهت عليه المباراة وعلى مستوى المباراة بشكل عام ولكن الفريق عجز عن ترجمة الفرص الحقيقية التي وجدها في المباراة مما يشير الى ان الهلال لم يصل حتى الآن الى فورمة المباريات ويحتاج للكثير حتى يصل الى المستوى الذي يرضي طموحات الجمهور الكبير الذي كان حاضراً في المباراة امس من اجل مشاهدة ما يكتب عن الهلال على ارض الواقع. قدم فريق (اطلع برا) تجربة قوية وحقيقية للهلال بعد ان اعتمد على طريقة دفاعية بحتة مع هجمات مرتدة متقطعة وان عابه عدم تهديد مرمى الهلال بشكل صريح وان المحاولات التي كان يقوم بها تنتهي دائماً تحت اقدم مدافعي الهلال.. وذكرتنا المباراة، مباراة المريخ مع بايرن ميونخ الالماني، وهو يدافع بكلياته عن مرماه وخلفه حارساً يقظاً لعب بثبات وحرم الهلال من أهداف محققة. لم يكن الهلال سيئاً للدرجة التي تجعلنا نشفق عليه ولم يكن ممتازاً حتى نهلل له، بل كان اداءه وسطاً ومرات فوق الوسط قليلاً ولكن المباراة منحت الجميع احساساً ان الفريق سيكون في افضل حالاته عندما يواجه الملعب المالي، ولا نخاف عليه من مباراة الاتحاد مدني رغم سوء ارضية الملعب لان اللعب الودي كوم والتنافسي كوم ثان اراد التونسي نصر الدين نابي مدرب ان يقف على مدى جاهزية الفريق واشرك 23 لاعباً في المباراة على مدار الشوط، ومن الملاحظات ان التشكيل الاساسي الذي لعب الشوط الاول، غابت عن عناصره الجدية المطلوبة في مثل هذه المباريات، ولكن تشكيل الشوط الثاني كان اكثر حماساً ورغبة في تقديم مباراة ممتعة، وحتى تفاعل الجماهير مع اداء كان مختلفاً وظل يشجع باستمرار، خاصة عندما تكون الكرة بحوزة اللاعب الشاب وليد علاء الدين الذي يملك شعبية كبيرة وسط انصار الهلال، وما يحدث مع وليد يحدث نقيضه مع معاوية فداسي الذي لا يجد قبولاً من ذات الجماهير رغم انه قدم مباراة لا بأس بها. من الاشياء المقلقة التي صاحبت اداء الهلال أمس امام (اطلع برا) جوبا، اهدار الفرص السهلة، وبعضها على انفراد بالمرمى من كاريكا وكوليبالي في الشوط الأول، وتكرر ذات الشئ في الشوط الثاني من بكري المدينة وصلاح الجزولي ووليد، واعتقد ان النابي قد اقلقه ايضاً هذا التبذير الهجومي للفرص المتاحة.. وعليه ان يعلاج هذا الخلل قبل مواجهة الاتحاد يوم الاربعاء المقبل. وهنالك ملاحظة لابد من الوقوف عندها كثيراً خاصة فيما يتعلق بتصريح النابي عن السيراليوني سيمبو والنيجيري وراغو، بعد ان شاهدهما الناس امس في المباراة، واجد نفسي ضد رأي النابي مع كامل احترامنا له، خاصة فيما يتعلق بسيمبو الذي قدم مباراة جيدة في الشوط الثاني، واعتقد ان الارتكاز هو المكان المناسب لهذا اللاعب العملاق بعد ان استحوز على الكرات المشتركة بجانب استخلاصه للكرات دون ارتكاب مخالفة، وقدرته على التمرير الصحيح دون تعقيد او فلسفة، واجبر الجمهور على تشجيعه. هذا ما خرجنا به من مباراة الهلال و(اطلع برا) ونتيجة المباراة لاتعبر عن مستواها وكان بامكان الهلال ان ينهيها باهداف كثيرة ولكن خوف الللاعبين من الاصابات والطريقة الدفاعية جعلت المباراة تنتهي سلبية، وهذا لا يرفع الحرج عن هجوم الهلال الذي كان سلبياًَ ايضاً.