فضيحة غير مسبوقة وعلى الهواء مباشرة.. ابطالها اتحاد الكرة والمريخ والتلفزيون القومي.. شاهدها الناس امس الأول، عندما حاول احد اداريو المريخ ايقاف بث مباراة فريقه مع الأهلي عطبرة ودخل في هرج ومرج مع المراقب ومعلق المباراة الذي غابت عنه الحكمة والدبلوماسية فخاض مع الخائضين.. وجعل كل من كان يتابع المباراة يترحم على روح الكرة السودانية.. ما حدث أمس الأول اذا حدث في اي دولة غير السودان لنال المتسببون فيه جزاءهم قبل ان تشرق شمس اليوم التالي ولكن بما اننا في السودان فكل شئ جائز. كان منظر احد اداريو المريخ مثيراً للسخرية والتندر وهو يتدخل اثناء سير المباراة لايقاف البث ويتحدث مع المعلق الذي كان يتابع المباراة ونسى هذا الرجل ان المباراة منقولة على الهواء مباشرة وكل تصرفاته شاهدها الناس.. لقد قلل المريخ بهذا التصرف من قيمته كناد كبير وحط من قدره الكبير وهو يتبع اسلوب لا يشبه ناد قال عنه اهله انه (عالمي)؟.. هنالك اكثر من طريقة لايقاف البث ولكن ليس من بينها هذه العنتريات التي شاهدناه على الهواء مباشرة. لن نلوم المريخ على هذا التصرف غير المقبول ولكن اللوم موجه لاتحاد الكرة الذي يسمح للإداريين بالدخول لارض الملعب اثناء المباريات، ولماذا سمح امن الملاعب لاحد اعضاء مجلس المريخ بالدخول لارض الملعب ومناقشة مراقب المباراة والمعلق بشأن امر ليس من اختصاصه.. فالتلفزيون متعاقد مع اتحاد الكرة وكان على المريخ ان يخاطب الاتحاد ويرفض بث المباراة بخطاب رسمي ما دام التلفزيون الذي لم يف بالتزامه المالي ننتظر من اتحاد الكرة قراراً حاسماً وعاجلاً بشأن فضيحة استاد الخرطوم، فاما ان يثبت قدرته على حماية حقوق شركاءه وام ان ينتظر مزيداً من العنتريات في الاسابيع القادمة.. فالطريقة التي ظل يتعامل بها الاداريين مع بث المباريات فيه تعد صريح على سلطات اتحاد الكرة الذي ينظم المسابقات.. فاما ان يدفع التلفزيون مقدم حقوق البث حسب الاتفاق واما ان يتوقف البث ويكون الناس على بينة من أمره حتى لا تحدث فضيحة أخرى على الهواء مباشرة. ننتظر تدخلاً من زير الرياضة لحسم الفوضى، لان ما حدث امس الأول يسئ الى السودان في المقام الأول.. لان اتحاد الكرة لم يجرؤ الى معاقبة اي ناد ناهيك عندما يتعلق الامر بالمريخ او الهلال.. ولا يعقل ان يتدخل شخصا اي كان لايقاف بث المباراة اثناء سيره.. لقد كان ظهور مراقب المباراة وعضو المريخ بجوار المعلق اشبه بالمسرحية، ولا يعقل ان يتم يتفاوض في أمر ما لانهاءه بعد ان اصبح امراً واقعاً لا مفر منه. المبررات التي قدمها متوكل احمد علي عضو مجلس المريخ لا تقنع طفلا لم يتعدى سن الخامسة، لان مراقب المباراة ليس بالجهة المعنية حتى يقوم متوكل بمخاطبته لايقاف البث، وان عملية انكاره لقطع توصيلات الكهرباء من كوابل النقل مردود عليه، لان من قام بها له علاقة بنادي المريخ ادراياً كان ام مشجع، فخطاب المريخ مكانه اتحاد الكرة وليس ملعب المباراة، وان حكاية ان ناديه يحترم اتحاد الكرة لا تنطلي على احد لان الاحترام لا يتجزأ وكان عليه ان يحترم النادي الذي ينتمي اليه قبل اتحاد الكرة. سيظل الشد والجزب قائماً بشأن البث، ما دام الأمور تسير بين الاتحاد والتلفزيون من جهة والاتحاد والاندية من جهة ثانية بالجودية والتحانيس.. وتصرف ادارة المريخ ما هو الا قليل من كثير قادم في الطريق.. فاما ان يدفع التلفزيون حقوق البث واما ان ينسحب من نقل الدوري حتى لا يشاهد الناس على الهواء مرة أخرى فضيحة على الهواء.