زووم ابوعاقلة اماسا عنتريات في زمن الإحتراف…! تمددت الصفوف واستطالت، وتلوت كالثعبان قبل مباراة المريخ والأهلي عطبرة في إفتتاح مبارياتهما في الدوري الممتاز أول من أمس، وعمت نوع من الفوضى في منافذ بيع التذاكر نتج عنها غياب الإنسيابية في دخول الجماهير حتى لحظة إنطلاق صافرة الحكم إيذاناً ببداية المباراة، ولا أذيع سراً أن عدد كبير ممن وفقوا ودخلوا إستاد الخرطوم أدركوا شوطاً واحداً منها، بينما غادر عدد غير قليل تلك الصفوف عائدين إلى منازلهم بعد أن علموا بنقلها وتلفزتها بغض النظر عن القناة الناقلة، إضافة إلى أن جماهير المريخ المنتشرة في بلاد المهجر كانت تواقة لمشاهدة فريقها في المباراة الأولى هذا الموسم تنافسياً.. ومع ذلك حدث ما حدث فكان الإنطباع الغالب في أوساط جماهير المريخ وبقية الوسط الرياضي أن المباراة بصورة عامة كانت الأسوأ تنظيماً، وما زاد سوءاتها بشكل أقبح، تلك التراجيديا التي شهدناها داخل الملعب، والفواصل التي كانت دليلاً على كبر عضلات وغياب عقول في مقام كان من التحضر أن نلجأ فيه للحوار أو القانون، بدلاً عن التهور والتهاتر وإجبار الناس على رؤية كل ما يحبطهم ويؤكد لهم أن المريخ لا تقوده قيادة رشيدة، ومن بين إدارييها من لا يجيد التصرف، ولا يتقن إدارة الأزمات، وهذا ليس تهجماً وإطلاق للإتهامات من منصات شخصية، وإنما هو التشخيص الحقيقي لما حدث على استاد الخرطوم مساء أمس الأول، فكل السودان يدرك أن هنالك أزمة بين المريخ وقناة النيلين، مع أن رأيي الشخصي، والذي قد أختلف فيه مع الآخرين أيضاً، أن هذه الأزمة مصنوعة ومفتعلة، وأنه كان من الممكن الوصول فيها إلى حلول مقنعة للطرفين إذا حرصت قيادات المريخ على تلطيف الأجواء العامة دون الجنوح إلى صنع مواقف تفقد الكيان الكثير، وتبرز الشخصيات في صورة البطل ذو العضلات المفتولة. كما أسلفنا.. كل السودان يعرف أن هنالك مشكلة تحيط بالبث، وأن النيلين التي تنقل الدوري الممتاز بأمر القصر الجمهوري، قد دخلت مع النادي في نزاع يخص مباراة الفريق أمام بايرن ميونيخ في الدوحة، ونسبة لذلك هنالك شكوك تحوم حول نقلها للدوري، وعندما نقول أن هنالك مباراة منقولة على الهواء مباشرة فذلك يعني أن الفنيين التابعين للقناة الناقلة سيعكفون على تجهيز معداتهم وتوصيلاتهم من الصباح الباكر على أن تكون جاهزة ومختبرة في حدود الثالثة أو الرابعة عصراً، وهذا ما حدث قبل مباراة المريخ وأهلي عطبرة، وكان التصرف الصحيح لمجلس المريخ.. وأدرك هنا أن التصرف الفردي الذي أتى به ينسب للمجلس لإعتبارات أنه جزء منه.. والتصرف الصحيح كان هو أن يتم إخطار الجهات المنظمة للمباراة، وهي إتحاد الخرطوم بإيقاف دخول كل الكاميرات إلى الملعب، ومنع أي مظاهر لبث المباراة على الهواء مباشرة، ولكن.. ما حدث هناك يدل على أن متوكل أحمد علي الذي أوكل له المجلس هذا الملف قد إستيقظ بين شوطي المباراة، ووجد الكاميرات تجوب الملعب وتنقل المباراة على الهواء، فتذكر أنه المسؤول عن ذلك فقدم لنا هذا الفصل الغريب من تصرف أرى أنه همجي وبدائي ولا يمت لإدارة قطيع من الكائنات غير البشرية بصلة.. ناهيك عن مؤسسة نادي المريخ.. وهو على أعتاب حقبة يختبر فيها قدراته وإمكانياته لتطبيق سياسات الإحتراف. من حق التلفزيون القومي أن يقاضي من أساء التصرف في حقه، ومن حق المريخ أن يتمسك بكافة حقوقه في البث وغيره، وبين الطرفين قانون يفصل وإذا كان هنالك حق.. فسوف يعود لصاحبه دون عنتريات.