تبدأ أي علاقة بين أي اثنين بالمُطلق على الإعجاب .. والتبادل بالقبول من الجانبين حتى العلاقات العادية ناهيك عن الخاصة.. فالارتياح والوضوح والتبادل المريح للعواطف الإنسانية يتيح المجال لتوطيد العلاقات وتمتين الروابط. لكن من أخص العلاقات وأعقدها هي علاقة الزواج فهي علاقة مكوناتها كيميائية فيزيائية في آن واحد.. فأحياناً تتغير بتغير المؤثر وأحياناً تحدث فيها انفجارات وتتغير فيها مسميات بالكامل.. فعلاقة الرجل بزوجته والعكس تختلف رغم أنها مسمى لنفس العلاقة بين اثنين فطبيعة الرجل تختلف كلياً عن المرأة من حيث رؤية الأشياء وتقييم المواقف وفي اعتقادي أنهما يكملان شواغر متبادلة في العلاقة الصحيحة.. رغم أن كثيراً من الناس لا ينظر لعلاقة الزواج من حيث هذا المبدأ بل ينظر إليها على أنها علاقة امتلاك أو نهاية قصة .. أو أنها مسؤولية أسرة.. وهناك من ينظرون إليها على أنها علاقة تبادل في الإحساس والعواطف والمسؤولية ..ومساحات تتداخل ولكن لا تتطابق.. تكبر أو تتقلص على حسب مستوى التفاهم بين الآخر ومدى استيعاب الكل للاحتياجات الشخصية لشريكه.. الاهتمام الزائد والسؤال المتكرر والشك غير المبرر والبحث في أغراض الزوج أو الزوجة مسامير ندقها بعشوائية على أمن واستقرار حياتنا .. الإهمال والبرود وعدم الحوار تثبط من حرارة العلاقة وتصبح عادة أكثر منها أحاسيس.. لذلك هي علاقة معقدة لا تحتمل التجربة.. وسيطرة المرأة على وقت فراغ زوجها وتضيق دائرة الحركة ظناً منها أنها بذلك تحفظ زوجها من الوقوع في مصائد نساء آخريات.. وهناك رجال يعدون أنفاس زوجاتهم وخطواتهن.. وآخرون لا هذا ولا ذاك .. كل هذا يؤثر ويتأثر بما حوله من علاقات.. الزواج مؤسسة تبنى على الثقة والاحتياج والحب والرغبة والإيمان بالآخر وكأي شراكة يمر بالكثير من الامتحانات والمطبات بعضنا يجتازها وبعضنا يستسلم.. وأيضاً أحياناً يكون فض الشراكة خيراً للطرفين وليس هناك مقياس لأن ميزانها عواطف وأحاسيس وحياة متبادلة بين اثنين والعلاقات الإنسانية مطلقة لا نستطيع أن نحكم فيها على طرف دون الآخر .. فكل له سلطاته ودستوره وقوانينه الخاصة.. رغم أن الرجال دائماً يطلقون على المرأة لقب الحكومة.. وحقيقة يمكن أن يكون هذا المسمى واقعاً في كثير من العلاقات.. فالزوجات هن حكومات لرجالهن حتى لو أنكروا ذلك.. اعتراف زوجة: طبعاً أبحث في كل شيء وعن أي شيء مهما كان صغيراً ولن أدع أي مجال لتدخل لي أي رياح تهدد عرشي ومملكتي.. ليست الفكرة في امتلاك زوجي ولكن الموضوع أني أخاف أن ينجرح كبريائي وتضيع مني كرامتي في يوم أجد فيه نفسي أمام الناس أبرر لنفسي عما فعله زوجي.. لذلك «تجنب البلاء قبل وقوعه».. وليس هناك أمان لأي رجل وأفضل أن أكون حكومة.. على أن أكون معزولة...