ليس هنالك عار في التعليم.. إذا كان من كبير أو صغير.. لأن التعليم يبقى هو التعليم.. والهلال الآن يريد أن يتعلم ويستفيد من الدروس المجانية التي يقدمها له نده المريخ ليس عن قصد وإنما أجبرته الظروف .. ومن حسن حظ الهلال هذا الموسم أنه معفي من الدور التمهيدي لدوري أبطال أفريقيا.. رغم أنه وصيف والمريخ بطل.. ولكن فريق لفريق يفرق كتير وهذا هو الفرق بين الهلال والمريخ. علق الألماني مايكل كروجر مدرب المريخ خسارة فريقه في ذهاب التمهيدي على يد كمبالا ستي في رقبة المجلس وقال إنه لم يوفر له المباراة الأفريقية التي طلبها.. رغم تبرير كروجر يبقى فطيراً وغير منطقي في نظر المريخاب ولكنه فيه شيء من الحقيقة حتى إذا كانت مرة. وحتى يقطع مجلس الهلال دابر الشك باليقين، والطريق على أي تبرير من المدرب، اتفق مع شيلسي الغاني لمواجهته ودياً غداً.. مقابل مبلغ زهيد لا يفقر الهلال ولا يغني الغانيين ولكن من باب الاحترام وتأكيد الاتفاق.. فالهلال لم يقدم الدعوة لشيلسي إنما وجد بطل غانا نفسه مجبراً على زيارة الخرطوم لمواجهة «أطلع برا» بطل الجنوب في إياب تمهيدي دوري أبطال أفريقيا، واغتنم مجلس الهلال الفرصة وسيستفيد الهلال بالتأكيد من مواجهة هذا الفريق. أهل الهلال لا يعرفون المكابرة ويدركون أن الكبير دائماً كبير.. ومنكم نستفيد.. وعملاً بمقولة «العاقل من اتعظ بغيره» ها هو الهلال يتعظ من تجربة المريخ، ويعمل على تجهيز الفريق عدة وعتاداً قبل الدخول في المعترك الأفريقي.. وبدون مكابرة أو مكاجرة نعم استفاد الهلال من المريخ فائدة لا تقدر بثمن وأتمنى صادقاً أن يستفيد المريخ ولو مرة واحدة من الدروس المجانية التي يقدمها له الهلال. أصبح الوقت يحاصر الهلال قبل مباراته في ذهاب الدور الأول لدوري أبطال أفريقيا والتي في الغالب ستكون مطلع مارس المقبل، وفي نفس الوقت يحاصره اتحاد الكرة ببرمجة ضاغطة لا مفر منها، حيث يلعب في العشرين من هذا الشهر أمام هلال كادوقلي، ويوم الخامس والعشرين مع الأهلي الخرطوم.. فقد رفع اتحاد الكرة شعار «لا للتأجيل».. ورغم ذلك سيلعب الهلال مع شيلسي الغاني غداً، دون أن يخاف من الخسارة أو الإرهاق والتعب.. لأنه فريق بطل ضد التعب والسفر. لم يخب المريخ التوقعات وخرج من الدور التمهيدي في واحدة من أكبر مفاجآت دوري الأبطال، ولم يشفع له فوزه بهدفين مقابل هدف في الصعود لأنه خسر على أرضه بهدفين نظيفين.. يعتبر هذا الخروج أكثر مرارة على جمهور المريخ الذي تعشم خيراً بعد أن سجل الفريقين هدفين، وانتظر الثالث ولكنه حصد الحسرة والندم، لأن لاعبي المريخ الذين فاجأوا الناس بالانتصار، فشلوا في تسجيل هدف وحيد يكفل لهم الصعود. أتمنى أن يكون إعلام المريخ صريحاً وصادقاً مع نفسه لأنه من كتب تأشيرة خروج الفريق من التمهيدي، وهو يصر على أنه فريق عالمي ونص وخمسة.. وعندما بدأ التنافس الجد جد، انكشف العالمي حتى وجد نفسه خارج نطاق الخدمة!.. كان بإمكان المريخ أن يصعد بشرط أن تحتسب له ركلة جزاء ثانية، ولكنه عاد سريعاً للمحلية بدرس قاسٍ وخروج مرير.. ولسان حال الهلالاب يقول «منكم نستفيد».