عبْر «شارع الموردة» الذي تفسّح وتنزّه وتجوّل فيه الهلال يوم الخميس الماضي مقدِّماً عرضاً استعراضياً لعضلاته وقدراته وسط فرحة غامرة من أنصاره بهذا الاستعراض الذي أدخل الاطمئنان في نفوس أهل الهلال والخوف والفزع في خصومه يلعب الهلال اليوم، فالهلال يملك الآن قوة في الدفاع وقوة في الوسط وقوة في الهجوم ومجمل هذا أنه يملك قوة ثلاثية للإبادة.. أو بمعنى أدق قوة كافية لضرب الخصوم.. بعلو في كعبه وتفوق متوقع له.. وبطريق ممهد للأنتصار وبالحساب العام فمباراة اليوم مباراة استثنائية بكل ما تحمل كلمة استثنائية من معنى.. استثنائية وطريقها اتجاه واحد هو فوز الهلال واستثنائية والهلال يندفع لصدارة مجموعته لا ولن يقبل بغير الصدارة واستثنائية والهلال يلعب على أرضه والهلال على أرضه والخسارة خطين متوازيين... أضف إلى ذلك ان الهلال يلعب وعينه ليست على المرحلة بقدرما هي على منصة التتويج... وأبدأ وأقول أن المباراة في الأساس مشكلة للمدرب والمشكلة ليست في نقص يعاني منه الفريق بل في زحمة النجوم.. فأكثر من عشرين لاعباً مؤهلا ً بالهلال.... كل واحد منهم قادر على تمثيل الهلال والتمثيل بخصمه.. وكل وظيفة من وظائف الملعب يمكن أن يؤديها بكفاءة عدد من النجوم وغير مهم هنا من يلعب والمهم ان كل لاعب يلعب يجب أن يكون فريقاً بحاله ومسؤولاً من صناعة النصر لوحده وهذا هو العشم الذي نثق أن لاعبي الهلال قادرون عليه. هذا على جانب اللاعبين وعلى جانب المدرب.. «فالخواجة ده» عارف شغلو كويس.. يحسن أختيار التشكيلة.. وسيجيد قراءة الملعب.. وقبل ذلك «ذاكر» خصمه وعرف مداخله ومخارجه.. وجوانب قوته وضعفه.. وفي الحتة دي فلينام الأهلة. «نوم العوافي» فهذا الخواجة بقدرما هو «بخيل» في تعامل خصمه مع دفاع فريقه فإنه «كريم» جداً في كيفية تعامل هجومه مع دفاع الخصم.. والخواجة ده «طماع».. فكلما أحرز فريقه هدفاً طمع في هدف آخر وإن تعدت الأهداف ربع الدستة فإنه يجتهد ليبلغ بها النصف وهكذا دواليك.... والتجربة الأكيدة مع المستر ميشو أكدت أنه دائماً ما يكون «قاسياً» على خصمه.. «ورحيم» على أهله بالمزيد من الأهداف. تحدثت في السطور أعلاه عن اللاعبين والمدرب وأقف هنا لاتحدث وللحديث حلاوة وحلاوة عن شعب الهلال المتلاحم دوماً مع جيشه والمحرض له على الانتصار فشباب الموج الأزرق «ما فيهم كلام» موسيقى وهتاف.. وأغاني وتصفيق.. وكواريك وهيجان هم الرعب والخوف للخصم وهم الزاد والعتاد والوقود. لفرسان الهلال.. يشجعون من «قولة تيت» ولا يتوقفون إلا بعد أن يخرج الهلال ظافراً منتصراً.. وبذات القوة والحماس توازيهم في التشجيع ضربات نحاس أهل الجريف والفتيحاب.. وبنغمة موحدة مع جمهور الهلال الهادرالمحتل للمدرجات. والضلع الأكبر والأعظم في هذه المباراة هو الجمهور على مدار الشوطين وشوط المباراة الأول هو شوط اللاعبين وشوطها الثاني هو شوط المدربين وبثقافة تشجيع عالية التثقيف وبفكر جديد لمدرب شاطر وبتنفيذ مثالي من لاعبين أكفاء. ü أيها السادة فليذهب لاعب الهلال إلى المباراة لا منتصراً ضامناً للانتصار. بل باحثاً للنصر ليحققه. ü أيها الأهلة يتدافع جمهور الهلال الواعي المدرك للاستاد لا ليتفرج ولا ليشاهد الاتحاد الليبي مهزوماً بل يذهب هذا الجمهور مشجعاً فريقه حتى يشاهده منتصراً. ü وأيها الناس لا دخل لأحد في اختيار المدرب للاعبين فالمدرب هو العارف ويعرف من يختار وإن استبدل لاعباً فله بلا احتجاج من أحد حرية الاختيار وإن كان لي أن أوصي فأنني أوصي لاعبينا بعدم الاستجابة للاستفزاز فاستفزاز الخصم لنيل البطاقات هو أحد أسلحة الاتحاد الليبي للانتصار. وان كان لي ان أوصي فأنني أوصي بالبعد التام عن البطاقات والاحتجاج على قرارات الحكم.. مهما كان ظلم القرار. وختاماً فالانتصار اليوم شراكة ذكية بين الجمهور واللاعبين والجهاز الفني وأسهم الجمهور في الشراكة هي الأعلى وقوموا عرب وزنج وحلب إلى تشجيع هلالكم يرحمكم الله..