الجحيم ينتظر الصفاقسي بأم درمان قالها مدرب الهلال ميشو بعد مباراة الهلال والصفاقسي ووضع بها حداً فاصلاً بين مباراتي الذهاب والإياب.. ونقل بذلك الكرة من التوانسة الى «اهلها» ورد لهم باللسان الذي ظلوا يتحدثون به.. أو الجحيم الذي ظنوا أن دفع الهلال اليه كان سهلاً وللحقيقة فالاخوة التوانسة لم يتركوا وسيلة للإرهاب ولا طريقة للتخويف ولا سبيل للرعب الا ومارسوه ولسلق الهلال وتحميره وشيه وطبخه واعداده وجبة شهية واستعملوا المألوف وغير المألوف والشرعي وغير الشرعي.. هذا بالطبع في مقابلة الهلال بالميدان وعلى النقيض تماماً كانت مقابلته والترحيب به من خارج الميدان. نعم هذا ما كان من التوانسة والذي يتوجب ان يكون بالمقابل مضاعفاً من جمهور الهلال فمباراة الذهاب كانت مباراة لاعبين ومدربين وباتفاق المراقبين والمتابعين واستديوهات القنوات الفضائية أدى لاعبو الهلال وجهازهم الفني.. واجبهم على الوجه الاكمل.. و «الهنة» التي حدثت واحرز منها الصفاقسيون هدفهم.. وإن حسبت فإنها لا تحسب في الحساب العام.. فالهلال كان حاضراً.. ومتحركاً ونشطاً لم يبخل بقنطار الشطارة وعانده درهم الحظ.. والنتيجة الحقيقية ليست في الخسارة بهدف النتيجة الحقيقية هي اجادة الهلال التعامل مع الخصم خارج أرضه ففي مسيرته الأخيرة اصبح الهلال «الضيف» هماً «للمضيف»والقادر جداً على احراجه.. ونتائج الهلال السابقة مع الفرق التونسية لا تقبل المقارنة مع نتيجته أمس «ومن ذهب ليشرب مويه أو شرب المويه وعاد» وجد أن الهلال هو الهلال.. وضوضاء وصياح وكواريك ونيران التوانسة لم تحرك شعرة في الاتجاه السالب للاعبي الهلال. أعود وأكرر أن مباراة الذهاب انتهت بخيرها وشرها وكما قال ميشو فالجحيم ينتظر الصفاقسي بالبيت الأبيض.. بأم درمان. فاستاد الهلال يعرفه التوانسة قبل غيرهم ويعلمون انهم سيدخلون الى قطعة من نار.. وبحساب أن اللاعبين والجهاز الفني أدوا دورهم فالدور القادم هو دور جماهير الهلال.. التي ستلعب امام الصفاقسي مباراة لم تلعبها من قبل وستشجع بجنون مجنون فالمباراة مفصلية.. وما فيها يمه ارحميني.. وجانب الجمهور مرتب «ميه الميه» وحتى يتجاوز الهلال الصفاقسي ويلعب النهائي فالمطلوب ترتيب الأدوار والأدوار كلها تنصب في تهيئة المناخ للفريق ورأس الرمح هنا هو الإعلام. وكما نعلم والحمد لله فإعلام الهلال غير سالب يجيد شحذ همم لاعبيه.. ويفصل بين النقد الهادف والهدام «ولا يعرف» الجرعة الإعلامية السامة.. التي تكون سبباً في التدمير لا البناء.. وإعلام الهلال يعرف أن الأيام القادمة هي أيام معنويات ولا يختلف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أن هذا الإعلام «ونش» عالي الحمولة لرفع المعنويات.. واعلام الهلال الواعي المدرك يعرف أن هناك من سيعمل لجره «للسفاسف» ولا وقت ..كل الوقت لمعركة الصفاقسي ولا صوت يعلو صوت معركة الإياب. أما الدور الأهم فهو دور مجلس ادارة الهلال الانتقالي فالمجلس لعب ضربة بداية دوره دون وصية من أحد فالمجلس الذي سدد للاعبين والمدرب بعض استحقاقاتهم ومتأخراتهم الكبيرة وأراحهم من عناء المطالبة والمجلس الذي اصبح الفريق هو همه وكل همه قادر على تهيئته للانتصار. ختاماً فلنقل أو نذكِّر أن الهلال خسر الذهاب وحتى يكسب الاياب فلنعبئ الهلال في كل اتجاه للرد بدون تفاؤل كبير ودون أي انفعال.. «وبشويش» وبهداوة شديدة فالهلال سيصعد للنهائي ويدفع المنافسة لتقول للصفاقسي «باي باي».