خطابنا الغنائي مليء بالدموع ، بكاء على الأحبة ، بكاء على الحال المايل ، بكاء على الحالة الإقتصادية ، وفوق هذا كله بكاء على حال الوطن ، الوطن الذي يهرول نحو الهاوية ، المهم كل واحد منا يبكي على طريقته الخاصة ، وحتى تكتمل صورة البكاء تعالوا نستنسخ فكرة مقهى البكاء الذي جرى تدشينه في الصين مؤخرا ، هذا المقهى نحن أحوج ما نكون إليه ، المقهى الصيني على فكرة يفتح أبوابه على مدار الساعة ويستقبل الباحثين عن العويل في جو مشحون بالموسيقي الحزينة والبصل والفلفل الحار ، وتبلغ تكلفة الساعة البكائية في هذا المكان نحو 6 دولارات ، يا بلاش ، إذن أدعو الجهات المختصة في محافظة الخرطوم إلى فرد عضلاتها وإطلاق مثل هذا المقهى على شط النيل السعيد ، على ان يفتتح المقهى محافظ الخرطوم بحضور جوقة من المسؤولين في العاصمة القومية ، صدقوني ان هذا الموقع سيكون حدث فريد ومتفرد ، وأتوقع من قولة تيت أن تمتليء ردهاته بالباحثين على البكاء لأن السودان يا حسرة به ملايين المكتئبين من أمثالي ، على فكرة البكاء يغسل هموم النفس ويزيل الهموم ، ويجعل الإنسان يتخلص من أحزانه المتلتلة ، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هل يبكي بعض المسؤولين في السودان أم أن قلوبهم أصبحت مثل حجر الزلط مين بقيسو ، أتصور أن قلوب هؤلاء تحولت إلى حجارة صماء لا تهش ولا تنش ، ببساطة لأنهم يتسلون ببكاء وأنين الغلابا من عباد الله ، والتسلية يا جماعة الخير في الدنيا مقامات وخشم بيوت ، هناك تسلية بيضاء ، وأخرى ، سوداء وثالثة حمراء ، ولأننا شعب محظوظ ، فكل هذه الأنواع من التسالي موجودة في السودان ومن أمثلة هذه التسلية اللعينة أن الجهات المختصة لا تضع مسوغات لكبح جماع الأسعار بنت الإيه ، أو إنقطاعات التيار الكهربائي المتكرر ، إلى غيرها من وسائل التنكيد على عباد الله ، للأسف هناك من يشاركون في مسلسل التسلية برفع الأسعار ، لأنهم أصبحوا مدمنون والعياذ بالله على سماع بكاء الموجوعين ، كما أن هناك تسلية من بيت الكلاوي تتمثل في الروتين العجيب ، المعشعش في أمخاخ الكثير من المسؤولين والموظفين الكحيانين في الكثير من الوزارات والمصالح ،وعبارة وأمشي وتعال بكرة ،وللأسف فإن مثل هذه الإدارات تشعر بالراحة حينما تمارس النكد على الناس ، أالمهم لكل هذه الأسباب نحن في حاجة إلى تدشين 50 ألف مقهى للبكاء يمكن ولعل وعسى ننسى أحزاننا التي لا تنتهي وحتى يحين موعد إفتتاح المقاهي أياه تعالوا نغني إنتو سبب البكا والعذاب .