بالاشارة الي موضوع امريكا ترقص في الخرطوم في اطار كسر حاجز العلاقات السودانية الامريكية المتازمة على خلفية زيارة فرقة امريكية لتعليم الرقص على طريقة الهيلاهوب والرقي والراب لحوالي مائة متدرب من شباب السودان. وبصرف النظر عن مسببات ودواعي هذه الزيارة كخطوة تتاتي في اطار تنقية الاجواء لعودة العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين السودان وامريكا الي وضعها الطبيعي من خلال التبادل المعرض . عبر بوابات الثقافة الا ان لهذا الموضوع ابعاد اخرى لا تقل خطورة عن الجانب السلبي المتمثل في عملية الغذو الثقافي ومدى تاثيرة على الثقافة السودانية وهي اهتمام الجهات الرسمية يمثل هكذا اموربينما تعاني الحركة الثقافية في البلاد من الشلل الكامل جراء عدم اهتمام الجهات الرسمية بالنشاط الثقافي في البلاد الافيما ندر باقامة الحفلات الغنائية الخجولة. وفي الوقت الذي يتطلع المبدعين في المجالات المختلفة الي الثقات الجهات المختصه اليهم يتفاجا الجميع بدعوة(يس اكاديمي سودان) وبالتعاون مع وزارة الثقافةوالاعلام عبر صندوق دعم ورعاية المبدعيين لهذه الفرقة الامريكية لتعليم الرققص لشباب السودان بحسب ما جاء بصحيفة آخر لحظة في عددها الصادر يوم 23/11/2013م اما كان الاجدر توجيه هذا الجهد لدعم الانشطة الثقافية في اطار من الحراث الثقافي المتعثر اصلاً؟. فكم من اين اويب يحمل في جمعيته مجموعة قصصية أو رواية سودانية تبحث عن خطها في النشر؟.وكم من شاعر ضاعت قصائدة واشعاره في دوامة الاهمال وعدم الاهتمام؟. وكم من فنان تشكيلي اصابت لوحانة ومجشماته الوصد نتيجة انعدام التقدير؟ وكم من موروث ثقافي اصيل في اكثر من مجال فني يتخخطى حدود الدهشة والانبهار لما يحمله في طياته من ابداعات ومواهب نادرة اضحت مجرد ذكرى في خواطر السودانيين؟. والسودان بثقافاته المتعددة التي انتجت العديد من الفنون المحتشدة بالفلكلور الشعبي الذي يعكس مدى التباين في الموروثات الثقافية مما يضعه في طليعة الدول الاكثر ثراءا من حيث التنوع الثقافي الذي شكل النسيج الاجتماعي للشعب السوداني في هذا العقد الغريد. لقد كان حرياً بالمسئولين عن الشان الثقافي لاهتمام بالمواعيد الثقافية ممثلة في المراكز والمجمعات والمنتديات الثقافية المنتشرة في ارجاء البلاد باعتبارها النواة التي يمكن ان تنبت حقولاً من الابداع تتسع لكل اهل السودان في كافة المجالات باستثناء الرقص على طريقة امريكا وفي نفس الوقت يجنب الشباب السوداني مخاطر الانذلاق في اوحال الغذو الثقافي الوافد من الخارج. ولكن واقع هذه المواعيد يغني عن سؤالها فهي مجرد اماكن للعب الورق ولا وجود لاي اثر ثقافي الا في لافتات التي تزين مداخلها والقليل منها يؤدي دوره بشق الانفس لاثراء الساحة الثقافية وكل هذا بسبب اهمال الجهات المسئولية ومن هنا تاتي اهمية الاهتمام بالشان الثقافي عموماً باعتباره ركيزة اساسية في مواجهة مخاطر الاستلاب الناتج من الغذو الثقافي المنهج الذي تتعرض له البلاد.