بالأمس اجتمع بقرية النوبة عدد مقدر من أهل الريفين الشمالي والجنوبي لأم درمان، حيث ضم هذا الاجتماع أعيان المنطقة وقياداتها بكل ألوان الطيف السياسي، والمناسبة قد كانت من أجل الإعداد لمهرجان كبير لتكريم رجل قومي وهو ابن المنطقة الفريق أحمد إمام التهامي، وكانت الاحتفالات قد بدأت فعلاً بدورة رياضية اشتركت فيها أغلبية الفرق بالمنطقة، وقد جاءت فكرة التكريم للفريق أحمد إمام من منطلق مكانته بين أهل الريف عامة، ونسبة لما ظل يقدمه من خدمات جليلة في كل المجالات، بجانب سماحة أخلاقه، فما أن تلقاه إلا وينشرح له صدرك ببشاشته وحسن استقباله، وهو المتواضع بدرجة كبيرة، ولتأكيد تواضعه ومنذ أن عرفته لم أرَه أو أشاهده بزيه العسكري الرسمي إلا من خلال صورته في الصحف، لأنه لا يأتي في زياراته لأهله في الريف بملابسه العسكرية ودبابيرها وعظمتها، بل يأتي للأفراح والأتراح وهو يلبس جلبابه البلدي المتواضع. والفريق أحمد إمام بار بأهله، ويهتم بكل مشاكلهم وخدماتهم، فلا تذكر الصحة أو التعليم إلا ويذكر اسمه، ووجدناه أحد المهتمين والداعمين لها. كما أنه ومنذ شبابه معروف عنه أنه رجل رياضي ويحب الرياضة، ولهذا فقد ظل لصيقاً بأهلها، وداعماً للرياضيين في كل مناسباتهم، ومشجعاً لهم في كل دوراتهم. والفريق أحمد إمام رغم أني أعلم أنه لا يريد مثل هذا الحديث، ولا أريد أن أجرح شعوره، لأنه يرفض التحدث عن أفضاله وما يقدمه من خير، ونعلم أنه من المتصدقين في خفاء، وقد عرفت عنه وعن قرب، وشخصي أحد أعضاء مجلس آباء مدرسة الشيخ نايل بالنوبة، فقد ظل أحمد إمام يدعم شيوخ القرآن بها شهرياً لقلة المرتبات التي تدفعها لهم الدولة، كما ظل شديد الحرص على تحفيز الطلاب الناجحين في كل عام وخاصة طلاب0 القرآن الكريم، وأكرر المعذرة لأحمد إمام لأننا نعلم أنه من الذين لا يرغبون أن تعلم شمالهم ما قدمته يمينهم، ولكننا وطالما نحن نتحدث عن تكريم أهل منطقته له، فلابد أن نذكر القليل من محاسنه لتبرير هذا التكريم دون غيره، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. وفي الجانب الرسمي فإن أحمد إمام قد أثبت كفاءته وجدارته في مجال عمله الشرطي، ومن هنا نقول هنيئاً له وللجهة التي ظل يعمل بها في قيادة الشرطة، فهي قطعاً لا تعطي ولا ترقي إلا الذين يستحقون من أهل الوفاء والعطاء والجهد أمثال أحمد إمام، كما لابد أن نقول إن تكريم أهل الريف لابن منطقتهم الفريق أحمد إمام، فهم يريدون من ذلك إرسال رسالة مهمة للجهات الرسمية وكافة ولاة الأمر، بأن يعلموا أن منطقتهم تفرح وتبتهج بنجاح أبنائها وتقدمهم، لأن بنجاحهم يحتلون المناصب العليا التي تمكنهم من تقديم الخدمات لأهلهم، وقد أصبح هذا هو الحال بالنسبة لكافة مناطق السودان، فخدماتها تقدم عبر أبنائها، ولكن نحن في أرياف الخرطوم يلحق بنا الظلم في هذا الجانب، ولا نتمتع بحقوقنا كاملة نسبة لقلة من يحتلون المناصب المهمة من أبنائنا، ورغم ذلك لا نقبل بعبارة أننا مهمشين، لأننا غير ذلك والحمد لله، ولكننا نحتاج للمزيد من الخدمات، ولهذا فإننا نتطلع للمزيد من الترقي لأبنائنا لنحصل عبرهم على الكثير من الاهتمام ونطمع وعندما نجأر بالشكوى من أي شيء ينقصنا، أن نجد العديد من الأبناء في مواقع القرار يستمعون لنا ويستجيبون لمطالبنا، ونقول بكل الوضوح لقد كان لنا عدد كبير من أبناء ريفي الخرطوم في القوات المسلحة وقوات الشرطة أحيلوا للتقاعد قبل أن تتم سنوات خدمتهم، وكذلك لم يتم استيعابهم في وظائف أخرى كما نرى ونشهد لآخرين في مناطق أخرى، والآن فإن سعادتنا بترقية الفريق أحمد إمام قد كانت كبيرة وفيها شيء من رد الاعتبار، ولذلك أردنا أن نعبر بها عن الفرح والابتهاج والدعاء إلى الله للمزيد من الترقي لأبناء الريف، ونتمنى لابننا أحمد إمام أن يصل إلى أعلى درجات الترقي، كما أننا نقول إن احتفالنا بتكريم أحمد إمام سيكون منتصف الشهر الجاري، والتحديد الرسمي سيعلن بعد موافقة المسؤولين الذين قدمت لهم الدعوة، وإننا نسعد كثيراً بأن يشرفوا هذا الاحتفال الكبير، وبإذن الله وحسب الجهد المبذول سيكون احتفالاً كبيراً وبهيجاً ويليق بعظمة المحتفى به. كما أننا ندعو بأن يكون هذا التجمع نواة لوحدة عامة بين كافة أهل أرياف الخرطوم، وفي غرب النيل لأم درمان هناك مقترح جاد لإقامة حزام أمني بمشاريع زراعية يبدأ من خزان جبل أولياء بترعة تمتد حتى نهاية الريف الشمالي، والمقترح بجانب فائدته الاقتصادية، سيقوم بحماية الجهة الغربية للعاصمة من أي هجوم لمواجهة كل احتمالات المخاطر المتوقعة، والتي تحدق بأمن بلادنا، ولذلك فإننا نريد من ولاة الأمر الحضور ومباركة هذا الحشد، وليشهدوا هذه الوحدة والتي سوف تتحقق بمناسبة تكريم رجل يستحق التقدير والاحترام من أهله، وسوف يكون تكريمه سبباً في وحدة طوعية ظل ريفنا يتوق إليها، ويتحقق عبرها الكثير. وفي الختام.. إننا نهنيء مقدماً الفريق أحمد إمام بإكرام المسؤولين له ولأهله، والتحية لأهل الريف بوحدة صفهم، والتي آمل أن تتحقق بمناسبة هذا الاحتفال وهذا التكريم، وأن يتحقق لهم كل ما يتطلعون له من تقدم في كل المجالات، ونذكر الجميع بأن اجتماعات اللجنة المنظمة لهذا التكريم مستمرة ومتواصلة يومياً بمقرها بدار الشهيد الصادق عبدالجبار بقرية النوبة لمن يريد الانضمام لها.