فجعت البلاد يوم أمس بوفاة شاعر الشعب محجوب شريف بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض، وشُيع في موكب مهيب تقدمه عدد كبير من السياسيين وأهل وقبيلة الإبداع ومحبي كلماته ومواقفه السياسيسة المشهودة، وتمت مواراة جثمانه الثرى بمقابر أحمد شرفي بأم درمان بعد أن حمله المئات على الأكتاف من منزله سيراً على الأقدام وحتى المقابر وسط دوي هائل من الهتافات. وقدم الراحل محجوب شريف عدداً كبيراً من القصائد الوطنية التي تغنى بها عدد من الفنانين أمثال الراحل محمد وردي وفرقة عقد الجلاد وغيرهم، فقصائده دائماً تعبر عن حال الشعب وفقره وانتقاد العسكر الذين يصلون لكراسي الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية، وروى سيراً من النضال والكفاح مما جعلها محببة بين طلاب الجامعات خاصة اليساريين منهم، خاصة وأنه ينتمي سياسياً للحزب الشيوعي. تلقى محجوب شريف تعليمه الابتدائي والأوسط والعالي بين أعوام 1956 - 1968م في مدارس المدينة عرب في أواسط السودان، ومعهد التربية بالخرطوم، وعمل منذ العام 1968م وحتى 1978م معلماً بالمدارس الابتدائية ومسؤولاً عن المناشط التربوية بالمدارس الحكومية، وتعرض للفصل من وزارة التربية والتعليم تحت بند الصالح العام في عام 1989م.. وله بنتان خلدهما في قصيدته المشهورة (مريم ومي). وعدد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي مآثر الفقيد وقال إن الراحل يعتبر من الذين ناضلوا من أجل الديمقراطية والحرية بالكلمة والحرف، ودخل السجن من أجل ذلك فداءً للوطن وللحرية. من جانبه أكد الدكتور جلال الدقير مساعد رئيس الجمهورية على وطنية الشاعر الراحل محجوب شريف مشيراً إلى أنه من أبناء الشعب، عاش مناضلا ومكافحاً من أجل القيم والأخلاق وكل المضامين السودانية السمحة والتي دافع عنها سجيناً وحراً. وفي السياق وصف رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، الراحل بأنه شاعر الشعب وفقد جلل للأمة. وقال صديق يوسف من الحزب الشيوعي إن البلاد اليوم تنعي ابناً عزيزاً لديها وشاعراً وطنياً ستظل كلماته منارة وقدوة للأجيال. ومسح الشاعر عبدالقادر أبوشورة دموعه، وقال: محجوب شريف شخص عزيز على الجميع واليوم أقول إن القصيدة الوطنية ترملت بعد رحيله. وقال رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية الأستاذ محمد يوسف موسى: الراحل كان شاعراً عظيماً ومتمكناً في جميع مجالات كتابة الشعر الغنائي والوطني بتمكن كبير، وعرف بالمودة والصفاء والإخلاص، ولا أعرف له عدواً أبداً فهو شخص متصالح مع الجميع. آخر كلمات الراحل في المستشفى للوطن: من وجداني صحة وعافية.. لكل الشعب السوداني.. القاصي هناك والداني.. شكراً للأرض الجابتني.. والدرب الليكم وداني.. النيل الخالد شرفني.. كواحد من نسلك عداني.. أنت الأول وما بتحول.. وتب ما عندي كلام بتأول.. أنت الأول وكل العالم بعدك تاني.. }}