أذكر جيداً كيف كانت أفئدتنا تفيض بالحب للشيخ أربكان نجم الدين أربكان قائد ورائد الإسلاميين في تركيا الحديثة الحب لأنشطته وتحركاته وكلماته وإجتهاداته ومجاهداته كان مستبعداً في أذهاننا البكر أن تلد تركيا مثيلاً لأربكان لكن في رحم المحن والإحن والبلايا يولد عظام الرجال أعظمهم فكراً ووعياً ورؤية وإرادة وإدراكاً لمعالم الطريق وهكذا ولد المجاهد الصلب الشرس رجب طيب أردوغان عكف على مراجعة تجربة شيخه وسلفه بعقل واع مفتوح إلتقط منها الصالح وترك الطالح دون حرج في ذلك خطط ورتب ونفذ مع إخوته مشروع نهضة تركيا الحديثة نهض بالإقتصاد وقفز بالتنمية وتلاحم مع شعبه بصدق إلتزم سياسة خارجية واعية رسمها رفيقه داؤود أوغلو ضرب مراكز القدسية والطغيان وقواعد قلاع بني علمان كله بالدستور والقانون والإسناد الشعبي الشفيف لا يتهاون مطلقا في مصالح بلاده أو ينسلخ عن قضايا أمته قبل أيام أصدرت محكمة تركية قراراً بحجب موقع تويتر وسببت قرارها بالإنتقائية والإضرار بالمصالح الوطنية ولم يتأخر سيد أردوغان في الخروج مؤيدا لقرار المحكمة قالها بوضوح : لا يهمنا أبدا إن إصطفت كل الدنيا ضدنا وليعلم الجميع أن تركيا ليست جمهورية موز ! وأن الذي يهمني أولاً هو صون أمن بلادي ومصالحها وإتخاذ التدابير اللازمة ضد من يعملون لتهديد أمن بلادي هكذا لخص رجب أردوغان موقفه بكل شفافية أعتقد أنه موقف يستحق الإحترام حتى وإن إختلفنا معه ومدرسة تستحق منا جميعا التعلم منها من لم يكن شاهداً على عصره .. شاهداً على صراع الحق والباطل فيه ، عاملاً على نُصرة الحق وإبطال الباطل.. فليكن ما يشاء في محراب الصلاة يصلي أو في مجلس الخمر يحتسي .. فكلاهما سيان . }}