قبل المسيرة بيوم كنت في حفل بهيج في إحدى صالات الأفراح الجديدة والفخمة بالعاصمة.. الحفل رائع.. والجلسة والمعازيم والعرسان وتجمع الناس بالصورة السودانية المعروفة في مثل هذه المناسبات كلها عوامل تبعث على الفرح والارتياح ولكنني فجأة أطل من داخلي «هاجس» الصحافة الدائم تذكرت الحفل الذي كان في الملهى الليلي في موسكو والذي تحوّل في دقائق لشيء آخر حيث حدث انفجار في مكان ما وسقط عدة ضحايا من قتلى وجرحى ولا زالت السلطات هناك تسعى جاهدة لمعرفة الأسباب الحقيقية لذلك. قلت في نفسي هل صالات الأفراح خاصة الجديدة جاهزة ومصممة لاستيعاب مثل هذه الحالات الطارئة والمفاجئة من حيث تصميم المباني وقابلية المواد المستخدمة ومدى قدرتها على امتصاص وعزل أي نوع من أنوع الاشتعالات والحرائق؟. قمت بعملية معاينة سريعة لهذه الصالة التي نحتشد داخلها فلاحظت الآتي: المبنى واسع ويأخذ الشكل شبه الدائري، يوجد مخرجان فقط وفي اتجاه واحد وعلى مسافة متقاربة، لا توجد مخارج طوارئ ولوحات إرشادية تقود إلى كيفية الخروج في حالة الطوارئ!! أرضية الصالة يغطيها السراميك الناعم والذي يسمى عند الأمة(سيرميك) أي أنه عامل مساعد لسقوط الكثيرين خصوصاً الأطفال وكبار السن الذين يتواجدون في مثل هذه الحالات، توجد على الجدار عدة مكيفات من نوع الفريون وفي مثل هذه المباني كان يجب استخدام نظام التبريد المركزي. أيضاً لاحظت وجود أسلاك كهربائية عديدة ومتشابكة «تخص» السماعات والآلات الموسيقية المصاحبة للفنان ووجودها على الأرض وبهذه الصورة العشوائية ربما يكون من العوامل المساعدة على حدوث أو زيادة الحرائق. أيضاً لاحظت أن الكراسي التي نجلس عليها مصنوعة من الحديد ولها أطراف حادة ويمكن أيضاً أن تزيد من معدل الإصابات بين الناس المندفعين في مثل هذه الحالات. أقول هذا وفي بالي قصة الرجل المسافر على إحدى حافلات الخرطومشندي فاقترب منه الكمساري لتسجيل اسمه ضمن قائمة الركاب المسافرين ولكن عمنا رفض إعطاءه اسمه وقال بغضب (فال الله ولا فالك). وأنا أقول «فال الله ولا فالي» ولكن النار من مستصغر الشرر وأتمنى أن أسمع من أصحاب هذه الصالات التي انتشرت في الخرطوم تطمينات باتخاذ الحيطة والحذر اذا حدث مكروه لا قدر الله.. أما الذين يخططون للحريق الكبير «حريق الخرطوم» فنقول لهم «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» ولهذا البلد رب يحميه بإذن الله.