لا توجد أماكن خالية.. هكذا كان رد حراس بوابات مسرح قطر الوطني على السودانيين، الذين لم يأتوا في وقت مبكر لحضور حفل افتتاح الاسبوع السوداني ضمن فعاليات الدوحة العاصمة الثقافية العربية للعام 2010م.. أما مسؤول المسرح بالدوحة الشقيقة فقد قال إنه منذ 25 عاماً لم يمتلئ مسرحه مثلما امتلأ في ليلة السودان التي جاءها كثير جداً من مغتربينا في الدولة التي بها 38 ألف مغترب سوداني، جاء كثير منهم ليستمعوا في ليلة هي ألف ليلة بحسب توقعاتهم، جاءوا لليلة التي غابت عنها الجاليات الأخرى، وكان الأبرز فيها فاعلية وحضور سفارتنا بالدوحة، والتي أنقذت الليلة من الفشل الذي كان سيتم بسبب ضعف الإعداد وغياب المخرج والإدارة الفاعلة، والتنظيم في الوفد السوداني الذي ترأسه وزير الدولة بالثقافة الذي لا علاقة له بالثقافة- هكذا قال هو في غداء السفارة وبحضور عدد من الأشقاء القطريين- بينما أعجبنا في ليلة الافتتاح عمق خطاب وزير الثقافة والتراث والفنون القطري، والذي تحدث عن عمق العلاقات بين البلدين وعن أهمية السودان كبلد عربي يربط العرب بالأفارقة لنفتقد وزير الثقافة السموأل خلف الله الذي لم تتوقع أجهزة الإعلام القطرية غيابه، فكتبت عدة صحف منها تحت صورة وزير الثقافة القطري، وصورة وزير الدولة السوداني، تقول الكواري يستقبل السموأل خلف الله، عموماً جاءت الليلة ببداية أنيقة للفنان عمر إحساس الذي أجبر المسرح للغناء معه في أغنية (الدوحةوالخرطوم مودة تدوم)، وأغنية نعيش سوا لتعلن بعده المذيعة عن الفنان الموسيقار محمد الأمين، والذي كنا نتوقع أن يكون في الختام.. ولكنه أعلن عنه في الفقرة الثانية لتصفق الجماهير وتهتف، وتظل مع الوزراء في انتظار (أبو اللمين) لأكثر من ربع ساعة دون أن يصعد للمسرح، فتلجأ الشاعرة التي تولت دور تقديم البرنامج أو بالأحرى إدارة كل البرامج وفي كل الاسبوع نفسها مضطرة للإعلان عن فقرة أخرى شعرية للشاعر بشرى البطانة، الذي بدأ حديثه بنكتة لم تكن موفقة.. المهم صعد أبو اللمين بعد ذلك، وبعد أن اضطر القنصل السوداني بالسفارة للصعود إلى مكان وجوده وإحضاره إلى المسرح، ويقال إن محمد الأمين كان رافضاً الغناء لضياع حقيبته بكامل مستلزماته، وعدم وصولها إلى قطر، مما أضطر السفارة لشراء مستلزمات له من هناك، ليغني بعد صعوده في ليلة الافتتاح بدون مزاج، هكذا كان إحساس كل الحضور، ومع ضياع أمتعته ظللنا نفتقد أثر منظمي الرحلة وأقسم بالله أنني لم أعرف المسؤول بعد الوزير حتى عودتنا، ولا أثر للعلاقات العامة بوزارة الثقافة الاتحادية، ولولا جهود السفارة.. والتي كان السفير إبراهيم فقيري بحكمته وحصافته والقنصل بدينماكيته ونائبه السفيرة سوسن محمد صالح بروحها الحلوة، والمايسترو الأستاذ محمد حامد تبيدي المستشار بالسفارة الذي افتقدناه بالخرطوم بانتقاله للدوحة، وكسبته الدبلوماسية في قطر، والذي ظل خلال اسبوع السودان يملأ كل فراغ باتقان وتواضع أخجلنا، فلولا كل هؤلاء لما وجد الاسبوع السوداني إشادة من أحد في ظل ضعف الإعداد له في الخرطوم، وغياب المخرج لنشاطاته بالدوحة وغياب المسؤول، و.. و.. و.. ونواصل غداً