بالرغم من وجودها أيام أسبوع السودان الثقافي بالعاصمة القطرية الدوحة، إلا أن الحركات المسلحة الدارفورية لم تفعل مثل الوفد الحكومي وتحضر بعض فعاليات الأسبوع السوداني على مسرح القرية التراثية بالدوحة، واكتفت بدعوة ابن دارفور الفنان عمر إحساس ليغني لها داخل فندق شيراتون الذي تقيم فيه، ويحمد لإحساس أنه فعل ذلك بلا تردد مغنياً داخل الفندق(عرب وفور نعيش سوا)، ومغنياً(دارفور بلدنا)، وكل ما يدعو للسلام، مرسلاً رسائل مهمة، ومؤكداً أهمية دور الفنون في التأثير على قضايا السياسة، وقد ظل إحساس الفنان طوال وجوده في الدوحة يحمل الهم ويغني بالعربي والرطانة للسلام في فعاليات العاصمة العربية الثقافية الدوحة، وقد تمنينا حضور الحركات المسلحة للمسرح والمشاركة في جزء من الفعاليات مع الجمهور السوداني الكبير الذي كان ينفعل مع الغناء لدارفور. هذه المقدمة أسوقها للحديث عن ختام انطباعاتي عن رحلة الدوحة التي لو أعددنا لها إعداداً مميزاً، واخترنا لها الوفد المناسب، والإدارة الفاعلة والمرتبة، والمخرج الفنان، والبرنامج الذكي لتوصيل الرسائل دون أن نبعث الملل بالتكرار، لخرجنا من الفعاليات بأكثر مما خرجنا به من إيجابيات، فالوزارة المعنية أغفلت كل هذه المعطيات المهمة، لهذا تكررت الربكة كثيراً على المسرح، وصار التكرار اليومي للفقرات سمة كل يوم مثل تكرار الوجوه طوال الأسبوع مع غياب البرنامج النهاري للوفد الذي يبقى عاطلاً طوال النهار دون أن يستفيد من الوقت، فالذي حدث في الدوحة يؤكد أننا ما نزال نواجه مشكلة عدم مقدرتنا على تقديم أنفسنا للآخرين بالشكل الذي يناسب قدراتنا الفنية والإبداعية، الشيء الذي جعل الجالية السودانية تطالب بعد الربكة التي منعت أي فنان من أن يقدم شيئاً بمزاج عالٍ، ببقاء أبو اللمين وإحساس للغناء في حفلات كاملة ومنظمة عقب الأسبوع للجالية يستمتعون بها. وأقول إن ما أسعدني في المشاركة هو حرص الجمهور السوداني هناك على أن يكون المسرح ممتلئاً برغم تكرار الوجوه والأغنيات، كما أعجبني حرص وزير الثقافة والفنون والتراث القطري على مشاركة السودان وحضوره حتى أوراق العمل التي قدمت حول الثقافة السودانية، وكذلك سعدت بنشاط وحكمة السفير إبراهيم فقيري وطاقمه، وفوق هذا أدهشتني قطر بتطورها الذي حدث خلال السنوات الأخيرة الماضية، لتصبح قطر أروع وأجمل وأفضل الدول العربية ومن أحبها للسودانيين، وقد حكى لي د. هاشم الجاز أنه عندما قرر شقيقه الهجرة الى قطر قبل سنوات قال له إن هجرتك ستطول، بينما كان شقيقه يقول لا ستكون لسنوات قصيرة، ليتضح لنا عندما التقينا به في قطر أنه قد تجاوز 12 عاماً، وربما يكمل مثلها في قطر التي لا يحس السوداني فيها بأنه غريب. فشكراً قطر التي قالت لحبها للسودان وبرغم الربكة، إن أسبوع السودان من أجمل أسابيع الدول.