فى الأول من فبراير عام 1932 ولد حسن عبد الله الترابى لعائلة ثرية وكبيرة ومعروفة بالعلم والرفعة، رحم الله الوجهاء- كان والده يعمل قاضياً وليس كأى قاضى،لكنه من أشهر القضاه فى عهد لم يكن الترابى الصغير كسائر الاطفال، ولم يضيع سنوات عمره المبكرة فى اللعب واللهو كمثل باقى الآطفال فى سنوات العمر الأول لكنه عرف الطريق الى المساجد وإلى كتاب الله، فتعلم قراءة القران وحفظه على يد والده، وهذا لم يكن صعباً على الترابى الصغير، والذى عرف عنه الفطنة والذكاء، فحفظ القران الكريم مبكراً بعدة قراءات ،وتعلم علوم القران والشريعة لكن ذلك فى سن مبكرة، ونهل من شتى العلوم، وواصل مراحل دراسته الأولى بتفوق ، ولم تختلف باقى المراحل الدراسية ،فواصل الترابى دراسته بتفوق كما عرف عنه، وحصل على شهادة الماجستير والدكتوراة من جامعة السوربون عمل الترابى معيداً لكلية الحقوق، وكان مميزاً بين جميع الزملاء فى جامعة الخرطوم اصبح له كاريزما خاصة. ثم عين وزيراً للعدل ووزيراً للخارجية السودانية وأختير رئيساً للبرلمان ثم تفرق للعمل السياسى وأصبح أحد أعضاء جبهة الميثاق ألاسلامية، وهو ماجعل الترابى يمارس العمل السياسى من اوسع ألابواب ونزل الى الشارع والتفت حول الجماهير حمل فكر الاخوان المسلمين، وأنتشرت دعوة الترابى فى الشارع السودانى المثقف عام 1969م عندما قام نميرى بإنقلاب، وأمضى فى السجن سبعة أعوام وأطلق سراحه بعد مصالحة عام 1977. أعلنت حكومة نميرى فرض قوانين الشريعة الاسلامية، ولكن الشعب عارض ذلك بواسطة بعض الإجراءت القانونية منها حل البرلمان السودانى. أسس الترابى الجبهة الإسلامية القومية، وترشح للبرلمان عام 1985 م لكنه لم يفز، وبعدها بأربعة أعوام قام حزب الترابى صاحب الشعبية الواسعة فى السودان بمساعدة إنقلاب عسكرى ضد حكومة الصادق المهدى ، وأصبح عمر حسن البشير رئيساً للسودان .اختلف الترابى مع حكومة الإنقاذ حول كثير من القضايا أهمها الحريات العامة والناظر فى خارطة السياسة السودانية يجد بصماته الواضحة فى مسار مجريات الأحوال السودانية من أمور سياسية وأجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية الى مايقارب إلى ال50 عاماً مما شكل محوراً أساسياً فى تفعيل الحراك السياسى والدينى بالسودان والعالم الاسلامى قاطبة. والان مايجرى من حراك فى الساحة السياسية السودانية من قرب بين قوى تحالف المعارضة والحكومة هو من مخرجات د- الترابى بماله من دراية بالتعقيدات والتبسيطات فى دهاليز «ساس يسوس» وماله من خبرة وعلم ومعرفة فى فنون وأساليب التفاوض والإقناع مما أدهش كل من أختلف معه سماحة علمه وريادة أخلاقه . تعليق:- أرى ضرورة وجود دور فعال للدكتور الترابى فى صناعة القرار حتى «يطلع» السودان من عمق الزجاجة وفى رأيى لدى الرجل الشفرة الحقيقية لإنهاء أزمة السودان. ونواصل.