(من قتأ هنزة؟) هي نكتة تحكيها إحدى فرق الكوميديا تتحدث عن منطقة من مناطق السودان أصبح القتل فيها كالسعي للحياة.. تقول النكتة «إن معلم التربية الإسلامية أراد أن يراجع درس غزوة بدر الكبرى، فسأل تلاميذه من قتل حمزة؟ وهو يعني حمزة بن عبد المطلب.. فسكت التلاميذ.. وكرر المعلم السؤال ولم يجبه أحد، حتى ظن أنهم تمردوا عليه فاستنجد بمدير المدرسة الذي حضر وكرر عليهم السؤال ولا يزال يزيد من درجة انفعاله ونبرة صوته حتى ضاع منه نطق العبارة، فأصبح يصيح (يا ولد من قتأ هنزة)، ثم وجه السؤال الى تلميذ بعينه فقال التلميذ والله يا أستاذ أنا ما شفت أي حاجة هسع ود ناس فلان ودوه شهود في قضية هسع طقطقوه ليك حراسة، والله يا أستاذ أنا ما عارف اي حاجة.. والمناسبة هي أنه لا يوجد قتيل وبعض الصحف تبكي وتنوح على أموال الفقراء، والموضوع باختصار شديد هو أن المراجع العام نسب عدد ( 89( ألف أسرة تلقت الدعم، الى (400) ألف أسرة هي العدد المستهدف بالدعم، فاخرج نسبة التنفيذ 22% ووزارة الرعاية قالت إن المبالغ الموردة اليها هي دعم مخصص ل100 ألف أسرة، والبقية وهم 300 ألف أسرة لم تستلم الوزارة أي مبلغ موجه اليهم.. لذلك فالوزارة تؤكد أن نسبة التنفيذ هي 100% لأن 89% استلموا دعمهم و11% استطاعت الوزارة استرداد الأموال المخصصة لهم لأنهم لا يستحقونها.. وبعض الصحف تناولت الموضوع وكأن هؤلاء ال11% غير المستحقين قد صرفوا هذه الأموال!! فهل الموضوع هو مجرد خطأ حسابي تسرب حتى وصل الى المجلس الوطني الذي ببساطة شديدة وقف على الحقيقة فبرأ وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي نرجو أن يكون هو مجرد خطأ حسابي ليس إلا. بعد الجهد الذي بذلته الرعاية وشركاؤها في المبادرة الاجتماعية لدعم الأسر الفقيرة، وبعد البراءة المستحقة التي نالتها من المجلس الوطني، فلتبشر محاور المبادرة الاجتماعية الثمانية وهي الدعم المباشر- فرص العمل- الصحة- التعليم- المعاقين- تحسين المأوى- المسؤولية الاجتماعية- التوعية المجتمعية) وليبشر المستحقون لها باستمرارها ورعايتها من أعلى مستويات الدولة.. ولا يصح إلا الصحيح.