أثار مقالي المتواضع في عزيزتي (آخر لحظة) الغراء عن وفاة المغفور لها بإذن الله الدكتورة أسماء الضرير بعنوان دكتورة أسماء الضرير السر يكمن في كيفية الموت، ونشكر من جعل المقال يرى النور.. أثار ردود أفعال كثيرة من داخل وخارج السودان ممن أعرف ومن لا أعرفهم، ومعظم الاتصالات كانت من بعض تلاميذ أو زملاء لمجموعة من آل الضرير في شتى المجالات، حيث أشاروا بأني قد تجاهلت مجموعة مقدرة ممن لهم إسهاماتهم وبصماتهم الواضحة في الحياة السودانية والحقيقة هي أن المقال لم يكن مقالاً توثيقياً لأسرة الضرير الكبيرة، وإنما تطرقت المقدمة لبعض رجالات ونساء آل الضرير.. فهي أسرة كبيرة تمتد جذورها من جزيرة توتي، وشمبات، والصبابي، وحلة حمد، وحلة خوجلي، فرفاعة، ثم العيلفون، لا يجهل أحد منا السفير ابو المعالي عبد الرحمن ودوره في الجامعة العربية، زوج رائدة نساء السودان المغفور لها الأستاذة عزيزة مكي والدة منذر، وإيمان، وابو المعالي، وحفيدة الأمير عثمان أزرق أمير الراية الزرقاء في معركة كرري ولا الشيخ الأمين الفقيه وإمام مسجد الضرير لمدة طويلة خلفاً للشيخ النوراني، والذي خلفه الشيخ أحمد الضرير، ولا نجهل مؤرخ الأنساب لأهل توتي محمد (سيد الحوش) رجل الغابات والنقابات وكفاحه من أجل العمال، وشقيقه المهندس علي أحمد علي، ولا الشيخ الضرير الذي حمل اللقب كاملاً لوحده حتى تكاد لا تعرف اسمه الحقيقي، وهو علم في رأسه نار متيم بحب أم درمان حتى الثمالة، وهو الذي بدأ رحلة علاج الفقيدة الأولى في بداية مرضها الطويل مرافقاً لها بالسعودية، وكانا في معية د. عمر نوراني وحسين الضرير بالمركز العربي للدراسات الأمنية بالرياض، وأيضاً لا نجهل مجموعة مقدرة في سلك التعليم بالبلاد السابقين واللاحقين وحفظة القرآن الكري،م وحملة الشهادات العليا في جميع مراحل التعليم أمثال الشيخ النوراني، وعبد العزيز بشير نوراني، وعبد الوهاب الضرير، وغيرهم من الشباب يقومون بالتدريس بالجامعات السودانية المختلفة، وأيضاً أستاذ الأجيال توفيق اسحق الذي سبق أن أوردت عنه صحيفة آخر لحظة مقالاً بقلم هذا الكاتب بعنوان (تكريم نجم من وطن النجوم) وذلك عندما تم تكريمه بالمدرسة الأهلية أم درمان بتشريف النائب الأول آنذاك الأستاذ علي عثمان محمد طه بحضور رجل الأعمال المعروف وابن السودان وابن جزيرة توتي كمال حمزة، وأخبرني الأستاذ توفيق عندما تم اختياره أول ناظر مدرسة وسطى بالعيلفون، كيف وجد الترحاب والحفاوة البالغة عندهم، ووهبوا له داراً للسكن وكيف أقاموا له حفل استقبال كبير حضره معظم سكان العيلفون، وتحدث خليفة الشيخ ادريس ود الأرباب موضحاً أنه عندما كان طالباً يتلقى العلم بالمعهد العلمي بأم درمان كانت منزلته (حوش الضرير)، وكيف أن أسرة الضرير درجت بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف كل عام تحت اشراف شيخ أحمد واخوانه، وبليلة الإسراء والمعراج تحت إشراف شيخ الأمين واخوانه علماً بأن هذا التقليد مستمر ليومنا هذا بفضل الله جعله الله في ميزان حسناتهم. معظم سكان توتي ينتمون لأسرة الضرير مثل أسرة إمام ابراهيم المحسي وأخوانه، والذي كان من أوائل الموظفين والمؤسسين لديوان شؤون الخدمة، وأسرة الشيخ الحسن إمام مسجد فاروق بالخرطوم، وابنه الأستاذ المخضرم محمد الحسن الضرير وغيرهم ممن تركوا بصمات واضحة في شتى المجالات، هذا بالإضافة الى الذين ينتمون لأسرة الضرير بالمصاهرة من الأسر الأم درمانية كأسرة المهندس علي سعيد جبرة، وآل المادح، وآل بشير الحاج، وآل مكي عثمان أزرق، وآل عبد الله عبد الوهاب الأنصاري الذي قال عنه الإمام السيد الصادق المهدي في تأبينه «إن عبد الله عبد الوهاب معطون في الأنصارية» وأضيف الى ذلك بأنه إذا لم تكن أنصاري فإنه يحببك في الأنصارية بسماحة خلقه وبشاشته وخفة روحه ومرحه، ماسحاً الانطباع بأن الأنصار قوم غليظي الطباع وشديدي القسوة، حيث تعرض شخصي لهذه المعاملة الخشنة وأنا في بواكير عمري لم اتجاوز الثانية عشرة مع صديقي في نفس عمري، حيث رافقنا مشيعي أحد رموز الأنصار وهو عبد الله أمين والد الفاضل عبد الله أمين الأمين الأسبق لمجلس الوزراء وأقيمت الصلاة عليه بمسجد ود نوباوي وأم المصلين الإمام الهادي المهدي، أما أنا وصديقي فقد ذهبنا نتلمس عربة الإمام الهادي ونحوم حولها، فإذا اثنان من الأنصار يحملون الحراب قد قذفونا بعيداً عن العربة بخشونة، في اللحظة التي خرج فيها الإمام ورأى هذا المنظر فذهب نحونا ومسح على رأس كل منا ثم اصطحبنا معه بسيارته لمقابر أحمد شرفي، ثم عدنا معه لمنزل المأتم بأبي روف أيضاً من الأسر (الخرتومية) أسرة العمدة كرم الله عمدة الخرطوم وجد الفقيدة، وغيرها من الأسر بجميع أنحاء السودان. إن التوثيق لأسرة الضرير يحتاج الى اختصاصي في مجال التوثيق وربما اخي وصديقي عمر محجوب الأم درماني الأصيل، وكاتب اليوميات بصحيفة آخر لحظة والاقتصادي الضليع خريج وزارة التخطيط وعضو مكتب التواصل لقيادات وزارة المالية (مالا) ربما يستطيع أن يتصدى لهذا العمل بما لديه من معرفة بأهل أم درمان وحاراتها وشوارعها وأزقتها- إذا صح جمع (زقاق) كما يمكن الاستعانة بظريف أم درمان الهادي (الضلالي) والله من وراء القصد.