في اليوم الرابع عشر من شهر أبريل الجاري كتبت بصحيفة (آخر لحظة) موضوعاً بعنوان (مستشفى إبراهيم سعيد بالجزيرة إسلانج يستغيث بوالي الخرطوم ووزير الصحة بالخرطوم)، وقد شرحت فيه الوضع المتردي لهذا المستشفى الذي يقع في قلب الريف الشمالي، ويستفيد منه عدد كبير من مواطني هذه المنطقة والممتدة من وادي سيدنا وحتى حدود ولاية الخرطوم شمالاً. ونحمد الله كثيراً ونشكره على أن هذه الاستغاثة قد وجدت الاستجابة العاجلة من الدكتور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم.. وقام بعقد اجتماع عاجل بوزارة الصحة بالخرطوم برئاسته ضم كل جهات الاختصاص، ثم قرر إرسال وفد يترأسه السيد مدير عام وزارة الصحة الدكتور صلاح عبد الرازق، ومدير الطب العلاجي، ومدير إدارة المستشفيات، والمشرفون بمنطقة أم درمان.. ووصل هذا الوفد للجزيرة إسلانج الأمس، وقام بالطواف على كل أقسام المستشفى المختلفة، ووقف على حالة المستشفى العامة وخاصة عدم فعالية الإدارة العامة بها، وغياب المدير الطبي والتسيب الواضح في أداء الاختصاصيين بالمستشفى، وعدم تنفيذ توجيهات الوزارة في الحضور المحدد لهم.. ثم عقد اجتماعاً ضم مجلس الأمناء برئاسة اللواء م محمد أحمد شنيبو ومديري الإدارة المتخصصة بالمستشفى.. واستعرض اللقاء كل المشاكل وأوجه القصور.. خاصة أمر نقص بعض المعدات والأجهزة الضرورية، وأدوية الطوارئ.. وأمن الاجتماع على ضرورة سرعة سد النقص في القوى العاملة، وإكمال الأطباء والسسترات والتقنيين بالمعامل، والكوادر الإدارية المساعدة، وإكمال إجراءات التعيين للمتعاونين، الذين لم يتم استيعابهم على أن يكونوا من أبناء المنطقة.. ثم وقف الوفد برئاسة مدير المستشفيات على النقص في المعمل وحث على استعجال تركيب الأجهزة الموجودة، ثم قرر الاجتماع ضرورة متابعة أمر المولد الكبير لتأمين العمليات الجراحية.. ثم تكليف الإدارة الهندسية بإجراء المتطلبات الأساسية بخصوص وحدة الكلى فوراً، وقد تكفلت الوزارة بمتابعة إنشاء وحدة الكلى والتصديق بعدد ست ماكينات جديدة، والبدء فوراً بواسطة المنظمة الطوعية لتهيئة الموقع.. وتركيب محطة معالجة المياه والتكييف، وتهيئة المكان المخصص لوحدة الكلى في أقرب فرصة.. وتطرق الإجتماع إلى ضرورة وجود عربة بحالة جيدة بالمستشفى.. كما أمن الاجتماع على دفع استحقاقات اختصاصيي الجراحة خلال ثلاثة أيام. ثم كلف الاجتماع مدير إدارة المستشفيات بمعالجة أمر الخلل في تغييب الأمين العام والمدير الطبي، وضرورة تواجدهم اليومي بالمستشفى.. إننا نستطيع أن نؤكد أن مناشدتنا للسيد وزير الصحة بخصوص مستشفى إبراهيم سعيد بالجزيرة إسلانج قد حققت نتائجها كاملة، وأن التكليف الذي قام به السيد الوزير لأركان حرب وزارته، وعلى رأسهم المدير العام للوزارة.. هذا التكليف وكما أوضحنا فقد ناقش كل صغيرة وكبيرة، ووقف على كل ما طرحناه من مشاكل وقصور، ونحن على ثقة بأن مستشفى إبراهيم سعيد سيجد العناية التامة، والتي تؤهله ليقوم بخدمة أهل منطقة الريف الشمالي بمحلية كرري بتوفيق من عند الله، ولهذا فنحن نتقدم بكل عبارات الشكر والتقدير للسيد البروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة لولاية الخرطوم، ولسرعة استجابته لموضوعنا الذي نشر عن مستشفى إبراهيم سعيد، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على إخلاصه وجديته في تحمل الأمانة الكبيرة والخطيرة الملقاة على عاتقه، وهي صحة الإنسان في ولاية الخرطوم، وهو قطعاً جدير بهذه المكانة ونشكره شكراً جزيلاً، ونسأل الله له التوفيق بالمزيد من العمل والنجاح، كما أننا نتقدم بوافر الشكر والتقدير لذلك الوفد المكلف وعلى رأسهم السيد مدير عام وزارة الصحة ومن جاءوا معه بغية تنفيذ هذا التكليف بكل ما وقفوا عليه وماشاهدوه من نقص يعرقل مسيرة هذا المستشفى، ونعتقد بأن السيد الوزير قد قام بواجبه خير قيام، وبقية الواجبات وتنفيذها قد أصبحت في أعناق وفد المدير العام للوزارة، ونحن كمواطنين أصحاب حاجة للعلاج وسوف نتابع مسيرة هذا المرفق الصحي المهم.. وسوف نكون أمناء في قولة الحق ولن نداهن أو ننافق فيها، وسنقول لمن أحسن أحسنت ومن يقصر سنقول له اتق الله في عباد الله فقد قصرت.. وأقول نصيحة مهمة لدعاة الدفاع عن الحكومة لأنهم مؤتمر وطني وكتبوا في النت بأني أخطأت في تناول أمر المستشفى بالقصور وأقول لهؤلاء أنتم أعداء للمؤتمر الوطني وأعداء لأهلكم لأنكم عندما تتناولون الأمور يكون تناولها من أجل المصلحة الشخصية، أي بمعنى أنتم ترتزقون من وراء دفاعكم حتى عن الأخطاء، واتقوا الله في أنفسكم.. وهذا المستشفى فان شخصي الضعيف من أشرف مع آخرين كثر على تشييده على نفقة رجل البر والإحسان المرحوم إبراهيم سعيد، وكنت رئيس مجلس أمنائه حتى يوم افتتاحه.. في الختام أشكر من حضروا ضمن هذا الوفد الزائر للمستشفى، وخاصة ممثل المنطقة في المجلس التشريعي السيد جودة الله الطيب.