الحبيب الغالي.. الراحل.. الباقي أبداً بين تجاويف ضلوعنا.. الساكن أبداً في آخر بوصة في سويداء قلوبنا.. الحاضر أبداً في ليل دموعنا.. في أنوار أفراحنا.. المتسربل بحب الوطن دثاراً وازاراً.. المفتون بشعب البلد.. رجالاً ونساءً.. حليلك يا محجوب.. وبالأمس كنا في حضرتك.. أمام دارك التي كانت لنا محجة ومزاراً.. كنت انت في قلب الدار.. لا كنت في قلب الميدان.. احبة لك من هذا الشعب المدهش النبيل.. يملؤون الميدان حتى تدفق.. تضيء الميدان مصابيح باهرة الأضواء.. مي تضيء نصف الميدان.. ومريم تغمر النصف الآخر.. اضواءً ولمعاناً.. ورفيقة دربك.. بروحها الشاهقة.. تظللنا.. تباركنا.. تشاطرنا.. تفرح معنا للوطن تبكي معنا للوطن.. محجوب.. أنا كنت غشيماً.. ومسكيناً.. ف قد كنت أضحك ملء شقدي عندما كنت تنشدنا وقبل خمسة عشر سنة وتزيد.. ابيات «حرامي السفنجة».. لم تدخل رأسي تلك الصور في تلك الأيام التي كنت ترى أنت.. ولا نرى نحن.. إلى أي شاطيء.. أو إلى أي بئر.. أو إلى أي جب.. أو إلى أي هاوية يهوي إليها الوطن.. كنت تنشدنا ونحن نتحلق حولك.. حليلك بتسرق سفنجة وملاية وغيرك بيسرق خروف السمايه وفي واحد لو تصدق بيسرق ولاية ودي أصل الحكاية.. محجوب.. هل كنت تتنبأ.. أم كنت ترى ما لا نرى.. لا يهم.. المهم.. إنها كانت ليلة لم نفقدك فيها مطلقاً.. كنت معنا.. وسوياً ننشد للوطن.. وقسماً سنفعل.. حنبنيهو.. البنحلم بيهو يوماتي.. وطن شامخ وطن عاتي.. وطن خيّر ديمقراطي.. وطن مالك زمام أمرو.. ومتوهج لهب جمرو.. وطن غالي.. نجومو تلالي في العالي.. إراده سياده حريّه.. مكان الفرد تتقدم.. قيادتنا الجماعيّه.. مكان السجن مستشفى.. مكان المنفى كليّه.. مكان الأسرى ورديّه.. مكان الحسره أغنيّه.. مكان الطلقه عصفوره.. تحلق حول نافوره.. تمازح شُفّع الروضه.. حنبنيهو النبحلم بيهو يوماتي.. وطن للسلم اجنحتو.. ضد الحرب اسلحتو.. عدد ما فوق وما تحتو.. مدد للأرضو محتله.. سند للإيدو ملويّه.. حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي.. وطن حدّادي مدّادي.. ما بنبنيهو فرّادي.. ولا بالضجه في الرادي.. ولا الخطب الحماسيّه.. وطن بالفيهو نتساوى.. نحلم نقرا نتداوى.. مساكنن كهربا ومويه.. تحتنا الظلمه تتهاوى.. نختّ الفجر طاقيّه.. وتطلع شمس مقهوره.. بخط الشعب ممهوره.. تخلي الدنيا مبهوره.. إرادة وحده شعبيّة.. محجوب.. هذا هو الحلم الذي وهبته كل حياتك.. كل خطوة سعت بها أقدامك كل نفس من رئتيك اللتان اعطبهما هذا الحب الخرافي للوطن.. وذاك البطش الخرافي لهما عقاباً لحب الوطن.. عهدنا معك أن نقدم كلماتك المكتوبة بأطراف أسنة وخناجر.. وبأغصان زيتون نواضر.. لهذا الوطن الجميل.. ولهذا الشعب النبيل.. «نوم» هانئاً ومرتاحاً وسعيداً.