يبدو أن وصفنا بدول العالم الثالث أو حتى الرابع لم يأتي من فراغ..! فنحن شعوب نخلط الأوراق، ونعجز عن التصنيف والتنسيق بين حاجاتنا... ونخلط بين الحقوق والواجبات...ويبدو ذلك واضحاً في تجاربنا الداخلية والخارجية.. فمثلاً اخذت شعوب الربيع العربي نجاح ثوراتها بطريقة دمرت بها دولها.. واصبحت عاجزة عن ايجاد مناخ آمن تصطرع عليه.. فاصبحت فريسة سهلة لاصحاب الغرض والمصالح في بلدانها.. والآن نحن نعيش تجربة مختلفة فالبلاد تحاول التغيير ولكن بنكهة سودانية والآخرين يريدوننا أن نكرر تجارب فاشلة بشهادة اهلها واتفاق من كل المراقبين...فمن يريدون القضاء على الانقاذ لايهمهم ما يحدث بعد ذلك..! المهم أن تغيب الانقاذ وتتلاشى بايديهم..وهؤلاء يدمرون بلادنا ويحولوننا من أصحاب بلد لمشردين ونازحيين وقتلة و..... و.....ولن نجد بعدها بلادًا نتصارع على حكمها...وهؤلاء يخلطون الأوراق لدرجة تحول كل شيء الى سالب.. ويصمون آذانهم عن كل ما يمكن ان يخرج البلاد من عنق الزجاجة.. اما الآخرين فهم يريدون زوال الانقاذ.. وفي الوقت ذاته يحافظون على البلاد والعباد وهم الذين كانوا قادة لانتفاضات تاريخية لكنهم الآن يعلمون جيدًا أن الوضع لايحتمل.. وأن سفك الدماء سيتسيد المكان.. ولن نجد الديمقراطية التي نتحدث عنها ورغم ان هؤلاء هم الأصدق والاكثر حرصاً على البلاد الا أن صقورهم تقوي بعضها على حمائمهم..ولعل المعارك القانونية الدائرة الآن بين جهاز الأمن والسيد الصادق المهدي والتي يحاول البعض ايقاف عجلة الحوار الوطني بسببها اكبر دليل على ذلك.. فالمهدي استهدف قوات الدعم السريع واتهمها بارتكاب فظائع في دارفور، وجنوب كردفان وهي ترى انها تدافع عن المواطنين وتحميهم وتتقدم في كل المواقع القتالية.. ثم تقوم جهات اجنبية وداخلية باتهامها بما ليس فيها.. كل هم تلك الجهات احراز هدفاً في مرمى الحكومة...وهناك مثالاً آخر لخلط الأوراق وهي قضية «أبرار» أو «مريم» فالبعض يرى ان الاعدام هو الحكم المناسب لها.. والبعض الآخر يقف ضده لمجرد احساسه بانه حكم ديني مرتبطاً بالدين، وبالتالي مرتبطاً بالانقاذ «إذن هم ضده» .. حيث انهم لم يعطوا الفرصة لعلماء الدين بالإفتاء في القضية أو ترجيح حكم متفق عليه.. ولم يأخذهم تفكيرهم الى طلب فحص (الدي ان ان) لمعرفة ما اذا كانت المتهمه ابرار ام مريم .. مسأله ملخبطة ومرتبكة تسببت فيها التدخلات السياسية بالداخل والخارج . سادتي: نحن نحتاج لوضع فواصل بين القضايا، حتي لانعقدها.. لأن الخلط يضر بها.. خاصة إذا كان الخلط بالسياسة .