القراء الأعزاء:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، في عددنا اليوم من صحتك بالدنيا إن شاء الله، سوف نواصل ما انقطع من حديث عن: في العدد السابق أخذنا جولة في الدم، وأسباب سرطان الدم، والأعراض بصورة عامة. والآن نواصل أنواع سرطان الدم: ينقسم سرطان الدم الى أربعة أقسام رئيسية: سرطان الدم النخاعي الحاد: غالباً ما يصيب الكبار وخاصة البالغين، ويقل عند الأطفال. سرطان الدم الليمفاوي الحاد: يحدث في الأطفال حتى سن الخامسة، ويصيب الأولاد أكثر من البنات. سرطان الدم النخاعي والليمفاوي المزمن: وغالباً ما يصيب الفئة العمرية من 30 - 80 عاماً. القاسم المشترك بين هذه الأنواع هو إصابة نخاع العظم، حيث يتم احتلال حيز من نخاع العظم بخلايا غير ناضجة (بدائية) بحيث أن الخلايا الطبيعية للدم لا تجد مساحة كافية للتكاثر لإنتاج مكونات الدم من كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، وهذا ما يسمى بفشل النخاع العظمي مما ينتج عنه الأعراض السالفة الذكر من فقر الدم، ضعف المناعة، النزيف من الفتحات الطبيعية لجسم الإنسان.. الخ. كيف يتم تشخيص سرطان الدم؟ على الإنسان أن يكون ملماً بالثقافة الطبية البسيطة، وواعياً متيقظاً لأي تغيير يحدث في جسمه، وأي عرض يشعر به يجب أن يأخذه بمحمل الجد، لأن التشخيص المبكر يعطي نتائج إيجابية في علاج أي مرض يمكن أن يصيب الإنسان- يتم فحص صورة الدم كاملة لمعرفة الخلايا غير الطبيعة، وأيضاً انخفاض عدد الخلايا الطبيعية للدم وزيادة عدد كريات الدم البيضاء الأولية التي من المفترض أن تتواجد بالعظم وليست بالدم، وهذا الفحص يتم مجهرياً- أخذ عينة من نخاع العظم لتحديد نوع السرطان، وعدد الخلايا غير الطبيعة، وهذه مهمة في تحديد مدة العلاج ودرجة الاستجابة له، وفي بعض الأحيان يحتاج الطبيب لأخذ عينة من الغدد الليمفاوية المتضخمة على حسب الحالة- الأشعة السينية لمعرفة مدى انتشار المرض وبعض الفحوصات الأخرى التي يتم تحديدها بواسطة الطبيب المعالج، مثل الموجات فوق الصوتية، والتصوير الشعاعي المقطعي لمعرفة تأثر بقية أعضاء الجسم بالمرض. علاج سرطان الدم: هناك علاج مساعد على حسب حالة المريض، وهذا يتضمن العلاج السريع لعلاج الأعراض منها نقل الدم أو الصفائح الدموية أو علاج الالتهابات السريعة- أما العلاج الخاص أو المحدد لسرطان الدم والذي يختلف باختلاف نوع السرطان وعمر المريض وحالته الصحية. يشتمل العلاج على: العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي أو العلاج النهائي، ويشمل تقنية زرع الخلايا الجذعية وزرع نخاع العظم. واليكم بعض المعلومات عن كل نوع من أنواع العلاجات: العلاج الكيماوي: وهو يمثل خط الدفاع الأول في معالجة سرطان الدم، وذلك باستخدام عقاقير خاصة تقوم بالقضاء على الخلايا السرطانية وتدميرها، وأهميته تكمن في مقدرته على معالجة الأورام في مكانها، وكذلك الأورام المنتشرة، لأنه علاج جهازي ينتقل عبر الدورة الدموية الى جميع أجزاء الجسم، بينما يقتصر العلاج الجراحي أو الإشعاعي على معالجة الأورام في جزء معين من الجسم، قد يتلقى المريض في كل دورة علاجية توليفة علاجية تتضمن عدة أدوية كيماوية، أو قد يتضمن العلاج دواء واحداً على حسب نوع الورم. العلاج الإشعاعي: ويتم فيه استخدام الإشعاع المؤين لتدمير الخلايا السرطانية وتقليص الأورام، وذلك باستخدام العناصر والنظائر المشعة، وهو يعد علاجاً موضعياً سواء كان داخلياً أو خارجياً. تقنية زرع الخلايا الجذعية وزرع النخاع: عند التعرض لجرعات عالية من أدوية علاج السرطان أو الإشعاع القوي يؤدي هذا الى تدمير خلايا الدم السرطانية والطبيعية أيضاً، ولذلك يحتاج المريض بعد هذا العلاج المكثف الى زراعة خلايا جذعية تعيد خلايا الدم السليمة لنسبتها الطبيعية، والنخاع العظمي هو النسيج الأسفنجي اللين الموجود داخل العظم، ويسمى بالنخاع الأحمر، والذي تتمثل وظيفته الأساسية في إنتاج خلايا الدم- تختلف قابلية الشخص على الشفاء من حالة لأخرى. معلومة: لقد وجد أن هناك عوامل تؤثر سلباً على علاج سرطان الدم مثل كبر سن المصاب، وجنس الذكور، وانتشاره في الجهاز العصبي..الخ.