كشفت دراسة حديثة أن الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية خلال مرحلة البلوغ قد يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الوفاة المبكرة، خاصة بسبب أمراض القلب، والسرطان. وبحسب الباحثين من جامعة كوينزلاند الأسترالية، فإن التزام البالغين بالنشاط البدني المعتدل لمدة تتراوح بين 150 و300 دقيقة أسبوعياً، إلى جانب يومين من تمارين تقوية العضلات، يمكن أن يخفض خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 40%. ووجدت الدراسة وفقاً ل "نيويورك بوست"، أن حتى من يبدأ بممارسة الرياضة بعد فترة من الخمول يمكن أن يستفيد، إذ انخفض خطر الوفاة لديهم بنسبة 22% مقارنة بمن ظلوا غير نشطين. أما من حافظوا على نشاط بدني مستمر، فكانوا أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة 40%، وبالسرطان بنسبة 25%. وتميّزت هذه الدراسة بتركيزها على تأثير التمارين الرياضية عبر مراحل الحياة المختلفة، حيث استند الباحثون إلى تحليل بيانات مأخوذة من 85 دراسة، شملت ملايين الأشخاص. ومن أبرز ما كشفت عنه النتائج أن تجاوز الحد الأعلى الموصى به من النشاط البدني (300 دقيقة أسبوعياً) لا يؤدي إلا إلى مكاسب طفيفة في إطالة العمر. وفي المقابل، فإن التوقف عن ممارسة الرياضة بعد التعود عليها يؤدي إلى فقدان الفوائد الصحية التي تم اكتسابها. لكن الرسالة الأهم التي تشدد عليها الدراسة هي أن أي مستوى من النشاط البدني، حتى وإن كان بسيطاً، يبقى أفضل بكثير من نمط الحياة الخامل. ورغم أن جزءاً من البيانات المعتمدة في الدراسة كان مبنياً على تقارير ذاتية قد تفتقر إلى الدقة الكاملة، فإن تراكم الأدلة العلمية يدعم المقولة الشائعة: "من يتحرك يعيش أكثر".