بين ردهات جامعة الخرطوم يحتدم الجدل مع الحملات الانتخابية لاتحاد الجامعة ،عملية الاستقطاب الحاد تأخذ بتلابيب مجريات الاحداث بين ضفتي الميدان الشرقي والغربي ،هناك تنهمر البيانات كما الامطار الاستوائية بعضها يقدح في المناخ السياسي ويرسم صورة قاتمة لأوضاع السكن في الداخليات وبعضها يصف عميد شؤون الطلاب ب - المتآمر- او- الارزقي- إلا ان البروفيسر الكرسني هو الوحيد الذي كانت تنتاشه سهام طرفي السباق الانتخابي بين الطلاب الاسلاميون وطلاب التحالف ،لم يشفع له بأنه الوحيد من اساتذة الجامعة الذي حينما يعلن نتيجة الانتخابات لا تسمع صوتا يشكك في نزاهة العملية، - الكرسني- صاحب التاريخ الطويل في الجامعة واستاذ العلوم السياسية كان يقدم لنا الاسبوع الماضي بقاعة الشارقة روشتة علاجية لواقع الحراك السياسي في الجامعة داعيا الي عدم - الدبرسة- والنظر بعمق الي حلول ناجعة.. الكرسني ينظر الي مشهد الحوار الوطني من زاوية الوطنية قريبا من كل الاطراف فهو زميل الدراسة بخور طقت للكادر الاسلامي المعروف(محمد حامد) صاحب اغنية ضابط السجن التي كساها (بلوم الغرب) عبدالرحمن عبدالله ثوبا انيقا من الحانه الجميلة فصارت من باسقات الغناء السوداني. صبرك لحظة واحدة ياضابط السجن ...اذود بي نظرة ..وارجع انسجن خمسة سنين طويلة ...مرت ليلة ليلة ودمعت شوق هميلة ...تشرح سايلة حالي وتكتب في مثيلها ...قصة وردة جفت من فرق الخميلة علي مر العهود والسنوات حافظت الجامعة علي حياديتها وظل اساتذتها متجردون من التخندق الحزبي يرفلون في ثياب الوطنية لا يحملون في مبادراتهم أي اطماع فأعمالهم محصنة من امراض الاطماع الشخصية ،على هذه الخلفية جلس البرفيسور عبدالرحيم السيد كرار مترأسا اجتماع ثنائي على طاولة الحوار الوطني بين الجامعة والمكتب التنفيذي لاتحاد طلاب السودان، ما بين المخاوف على الحوار وعدم ارتهان العملية لتوقيف زيد او عبيد اراد الاجتماع ان يحرر القضايا والافكار من الشخوص فقدمت من الحاضرين وبعد نقاش مستفيض وافكار متباينة في تماسك خرجت اطروحة (المؤتمر الاكاديمي الاول) للمبادرة كمزيج لأفكار طرحت من قيادات التعليم في البلاد واساتذة امثال د.محمد محجوب هارون ود.بشير ميرغني ،موسى ادم ، الكرسني واخرون ...تجردوا من الاهواء والالوان وقدموا رؤية علمية محكمة لإنفاذ مكونان الوثبة باشراك جميع الاطراف وبتعزيز الثقة بين السودانيين ،فجامعة الخرطوم وعبر منبر السياسات تستعيد دورها الطليعي وهي التي عقدت مؤتمر المائدة المستديرة لحل مشكلة الجنوب حينئذ، والان تطرح مبادرة الحوار باعتبارها مقبولة لجميع الاطراف بعد ان اكملت استماعها للأطياف المختلفة وتبلور الان مع الاتحاد العام للطلاب السودانيين الرؤية لتخوض الشوط الثاني في مبادرة الحوار بتدريب القطاعات المختلفة على عملية الحوار وقبول الاخر ، وجعل الطرف المقاطع للحوار اكثر حرصا على اللحاق بالعملية من خلال تحفيزه بمواقف ايجابية تتيح له تلمس الجدية وتعزيز الثقة لأنه ليس هنالك من خيار سوى الحوار وقد تعبت خيل السودان من سهيل الحروب وقد ادمى سرج الرقبة.. فرفقاً بالخيول المتعبة ..مثلما يقول الفيتوري في احدى روائعه. ختاما فإنها بداية لمشوار وطني بين الجامعة والاتحاد تعلن على امتداده الاشارات الخضراء بالعبور لنمشي خطوات وخطوات ،ادارة السلام والتعايش والتعافي الوطني اقوى من كل العوارض...فجر الوئام يشرق من جديد لمستقبل اخضر تستحقه بلادنا الابية.