أسدلت محكمة جنايات الدروشاب شمال برئاسة مولانا محمد صديق أمس الستار على قضية الشهيدة الصيدلانية سارة عبد الباقي الخضر والتي لقيت مصرعها رمياً بالرصاص بالقرب من منزل والدها بالدروشاب في سبتمبر من العام الماضي عقب الاحتجاجات التي شهدتها ولاية الخرطوم إبان قرار رفع الدعم عن المحروقات، وذلك بإعلان براءة المتهم سامي محمد أحمد من دم الشهيدة سارة، وقالت المحكمة في حيثيات قرارها في جلسة أمس إن الاتهام قدم بينات جاءت متضاربة ويشوبها الوهن والشك وإن الشك دائماً يفسر لصالح المتهم وإن معظم الشهود الذين قدمهم الاتهام جاءت أقوالهم متضاربة وإن أحدهم لم يجزم بمشاهدة المتهم وهو يقوم بإطلاق النار على الشهيدة سارة، وإن شاهدة الاتهام الأولى جاءت في أقوالها التي أدلت بها للمحكمة جاءت بعد (5) أشهر من تاريخ فتح البلاغ أوضحت فيها أنها كانت تقف في مسرح الحادث وشاهدت المتهم وآخر كانا يحملان أسلحة ويطلقون النار على الموجودين وبعد فترة حضر ضابط برتبة وهو يسأل المتهم عن قتله للشهيدة سارة، وقال إنه لم يكن يقصد قتلها إلا أنها أكدت في أقوالها أنها لم تتأكد من ملامح المتهم إلا بعد حضوره برفقة الضابط، وتوصلت المحكمة من خلال البينات التي قدمها الاتهام إلى وجود شك وأن الشك دائماً يفسر لصالح المتهم وأعلنت براءته وأمرت بإطلاق سراحه فوراً. وقالت المحكمة في الحيثيات إنه وبتاريخ التاسع والعشرين من سبتمبر من العام الماضي كانت هناك مظاهرات وأعمال شغب في ولاية الخرطوم وأن أحداثاً اندلعت بسبب قرار رفع الدعم عن المحروقات وقام عدد من المتظاهرين بمحاصرة قسم شرطة الدروشاب شمال محاولين اقتحامه وأن رئيس القسم وجه بتسليح القوات النظامية لصد المتظاهرين وتم إطلاق عدد من الذخيرة لتفريقهم مما أدى لسقوط الشهيد صهيب. وتراجع المتظاهرون عن القسم وتجمهروا في الشارع العام وحاولت الشرطة صدهم وكان هناك إطلاق ذخيرة من كل الاتجاهات، في تلك الأثناء سقطت الشهيدة سارة، حيث تم فتح بلاغ تحت المادة (15) إجراءات الوفاة في ظروف غامضة ودونت البلاغ ضد مجهول وعقب قرار الطبيب الذي وضح سبب الوفاة تم القبض على المتهم سامي بقتل المجني عليها وقدم لمحاكمة تحت المادة «031» من القانون الجنائي القتل العمد، وقدم لمحكمة الدروشاب شمال والتي استمعت لقضية الاتهام واستجوبت المتهم ووجهت له تهمة القتل العمد، كما استمعت لأقوال شهود الدفاع وتوصلت إلى براءة المتهم وأطلقت سراحه، وعقب براءة المتهم شهدت المحكمة أعمال شغب واحتجت أسرة المجني عليها منددين بعدم عدالة المحكمة، كما وقعت أحداث اشتباكات بين الشرطة وعدد من ذوي الشهيدة سارة وتم اعتقال عدد منهم، وأكد محامي الاتهام أنه سيقوم باستئناف القرار.