رغم انه يكتب من أقصى اليسار مهاجماً أقصى وأدنى ووسط اليمين إلا أن الجميع يقرأون له وهو يكتب في أخيرة العروسة (آخر لحظة). ü أنا معه اذ ينتقد الشعارات التي لا تنبع عن برامج حقيقيقة مثل: «العودة إلى دولة الخلافة» و«الاسلام هو الحل» و«الحاكمية لله» وأنا لست معه اذا كان ينتقد هذه الشعارات لمجرد ان مصدرها هو «التدين» أقول «التدين» ولم أقل الدين. ü في عموده خط الاستواء بالأمس وتحت عنوان «أم الدنيا تدحر فلول الرجعية» وهذا العنوان هو الآخر شعار أجوف لا يستند إلى برنامج وقد «هرتنا» به «فلول اليسار» عندما استولت على السلطة في الخامس والعشرين من مايو 1969م قال هذا ممجداً فوز السيسي برئاسة مصر: «لقد اثلجت الانتخابات المصرية صدور قوم مؤمنين فكانت أعظم بشارة لشعوب المنطقة العربية منذ خروج الاستعمار الحديث. لقد كان فوز السيسي انتصاراً للاستنارة وفوزاً عابراً للحدود وليس عيداً في مصر وحدها». ü رغم أن مرسي لم يحكم إلا عاماً واحداً وأن المنطق لا يقول بأن العام يكفي للحكم على تجربة الإخوان إلا أن المؤشرات كلها تقول بعدم نضج البرنامج الإخواني في مصر حتى يحكم هذه الدولة المهمة على المستويين الاقليمي والدولي وأدنى دليل على ما نقول هو تخطي الإخوان لعدد من القيادات العليا في الجيش وتعيين السيسي وزيراً للدفاع وهو أعدى اعدائهم!! مما مكنه ليقود الانقلاب عليهم. ü وأما أن يدعي الاستاذ الكبير عبد الله الشيخ ان السيسي هو المنقذ للعالم العربي والاسلامي فتلك سقطة تثير الضحك والغثيان في آن، حين يقول: «كان يعبر عن إرادة القوى الخيرة في كل العالم العربي والاسلامي». ü إن السيسي مهما بلغ فلن يبلغ ما بلغه عبد الناصر الذي توج نضاله بنكسة 1967م التي لم تقم للأمة قائمة بعدها كما لن يبلغ ما بلغه السادات الذي توج جنونه بكامب ديفيد التي اكملت حلقات مسلسل الاستسلام ولن يبلغ ما بلغه مبارك الذي توَّج خنوعه بجر مصر إلى تصديق كذبة الربيع العربي!! ü وصف الاستاذ الشيخ سلف السيسي بالارهابيين هواة القتل لكنه لم يبين لنا عدد الذين قتلهم مرسي خلال عام وكم عدد الذين قتلهم السيسي خلال بضعة أيام هي التي نفذ خلالها انقلابه.. لم يكتف أهل اليسار الذي يتحدث الاستاذ الشيخ باسمهم لم يكتفوا بشعارهم الدموي القديم ونظريتهم الحمراء «حرق المراحل» وإنما أضافوا لها نظرية «حرق الحقائق» وقد تمكن فيهم ذلك بعد أن تحولوا من السجود للاتحاد السوفيتي العظيم «الصنم» الذي هوى من تلقاء نفسه إلى الارتماء في احضان تمثال الحرية الأمريكي القائم في مدخل مدينة نيويورك. ü فإلى متى يقودنا الحقد السياسي ومراهقة المغالبة إلى الكذب على أنفسنا والتشبث بالسراب؟! ولماذا نعود في عام 4 201م إلى شعارات 1969م «دحر فلول الرجعية» فهل أنت رجعي إلى هذه الدرجة يا شيخ؟!