تعتبر العلاقات السودانية المصرية من أكثر علاقات السودان الدولية حساسية. لأنها علاقات تاريخية.. لكنها تتأثر كثيراً بتغيير الأنظمة في البلدين.. ورغم ذلك التأثر إلا أن العلاقات بين الشعبين ظلت راسخة وظلت مصر هي قبلة السودانيين للعلاج والدراسة والسياحة، وحسب اعتقادي فإن الجالية السودانية بمصر هي أكبر جاليات السودان الخارجية- ولا اختصر الجالية المقيمة- لكن كحركة السودانيين الداخلية والخارجية في الحجز على الخطوط المصرية التي تسير ثلاث رحلات يومياً إضافة إلى بقية الشركات مضافاً إلى ذلك السفر عن طريق حلفا والطرق البرية الأخرى. كما أشرنا فإن علاقات السودان ومصر قد تأثرت بمختلف الأنظمة منذ ثورة عبد الناصر ثم في عهده وعهد السادات ومبارك، وأخيراً حتى مرسي في أيامه القليلة، والتي ظنه الناس أن وصوله للسلطة سيخلق اندماجاً مع السودان لتشابه الأنظمة.. لكن يظهر أنه كان متردداً من الانشغالات السياسية الداخلية وربما متأثراً ببعض المواقف الدولية من السودان.. لذلك كانت زيارته للسودان سريعة ودون أي انجازات أو التزامات. والآن مع الوضع الجديد كان لابد للسودان أن يبرز وجهاً جديداً لخلق علاقات جديدة متوازنة خاصة وأن الحساسيات ما زالت موجودة ومرتبطة ببعض المواقف وبفكرة الحكم الإسلامي في السودان.. إضافة إلى مياه النيل، وسد النهضة، وحلائب والحريات الأربع. لذلك كان تعيين سفير للسودان بالقاهرة في هذه الظروف وحساسية وغموض العلاقة يتطلب بحثاً دقيقاً.. إلى أن وقع الاختيار على السفير عبد المحمود عبد الحليم.. وهو بخبرته وتمرسه يستطيع أن يساهم في إصلاح وتنمية العلاقات، وهو ذلك الرجل الذي صال وجال في أروقة الأممالمتحدة في فترة لمعان شخصية أوكامبو واستهدافه للسودان، حتى ألقمه حجراً ومن خلفه دول الاستكبار، فكانت مواقفه الجادة بالأممالمتحدة متناسقة مع تحديات الرئيس الداخلية ورفقته حظر السفر بل تجاوزه متحدياً. إن السفير عبد المحمود الخبير والعالم الدبلوماسي والمثقف الوطني هو خير من تدفع به الدولة لخلق علاقات سودانية مصرية في مستوى تطلع الشعوب وأعتقد أن امكانياته الشخصية العالية وعمقه السياسي المعتدل، كافياً لأداء المهمة خاصة سوف يكون أول سفير يقدم أوراق اعتماده للفريق السيسي وهو يفتتح مهامه كرئيس للدولة المصرية.