أخى أستاذ الصادق الرزيقي دوماً لك فضل التذكار وحنين الأمكنة والديار، والحواري والشوارع والشخوص وحديثك وجدان للمشاعر.. في العقل أفكار والقلب جياش بالمشاهد والمواقف وذكريات تبرز سنوات مشرقات عند مرحلة الصبا، قضيتها في حميمية بين الأتراب وأبناء الدُفع، وزمرة الخير من عضوية الحركة الإسلامية، خاصة جنوب دارفور . أخي زمان ولى وذكريات طوتها الليالي عدد الإنتباهة العدد 9234 استراحة الجمعة، خط قلمك السيال روائع الحروف (وغنى المغنى الجنينة اردمتا) تلك الأيام النضرة أسرتني المفردات والجُمل.. التحية والمودة لأهلنا الكرماء عند حاضرة ولاية غرب دارفور الجنينة دار اندوكا وأردمتا (أرض المتعة) الرابطين على الثغور، سنوات الخمسين والستين والسبعين من القرن الماضي معاش الناس، حالة التواصل الإجتماعي، الحضور الأمني، السوق، والتجار، أهل الخدمة المدنية، والشرطة، والجيش، وأعيان المدينة، وتاج عز دار مساليت السلطان عبد الرحمن محمد بحر الدين سلطان دار المساليت.. لي عشق مع الديار حينها الوالد الحاج جماع آدم صاحب عربة تجارية بدفورد (سفنجة) تعمل بين الفاشروالجنينة أيامها العربات السفرية على أصابع اليد الواحدة، وكنا نُحِنُ لأيام العطلات المدرسية وأن ننسى لا أنسى صحبة الوالد ورحلة الجنينة تغريني لمصاحبة الوالد، ونمني النفس برحلة ممتعة مشاهدة للطبيعة والاستمتاع بالصيد. وكانت الإيام مشرقة ارتبط الوالد تجارياً بالرواد في المجال التجاري. مضى الزمان وحديثك فرض عليّ استرجاع تفاصيل كثيرة حينها لم تكن ذات بال والذاكرة أمرها عجب لم أعطي بالاً للمشهد والمقال أعاد المشهد بذات ألق الحياة الجميلة لمدينة لم تزل في الذاكرة ارتبطت بها، وأنا على أعتاب المدارس الوسطى وباشرت الوظيفة في بنك فيصل الإسلامي للمرة الثانية وأنا في عمر أخضر العود، مقبلاً على الحياة بهمة الشباب قبل أكثر من عشرين عاماً، والآن أتذكر أبيات العباسي(يا بنت عشرين والأيام مقبلة **** ماذا ترين من موعود خمسينا). شهدت سنوات الخمسين والستين والسبعين عصر المدينة الذهبي وازدهرت.. تميزت تلك الفترة بجيل نادر من التجار، والإداريين، وأهل الشرطة، والجيش، والمهن الطبية، والرياضة بضروبها، وقيادات المجتمع من الصعب على من عاش ولامس الحياة لتلك الحقبة التاريخية أن ينسى الصورة الرائعة لمسار الحياة بكل جوانبها، الحراك التجارى الواصل من بورتسودان - امدرمان- الأبيض- الفاشر- نيالا- حتى انجمينا والقدرة الشرائية الهائلة ودورة المال (العملة السودانية والفرنك الفرنسي- والفرنك الأفريقي) (سيفا) ما بين نشاط تجاري وزراعي ورعوي، وحينها أرسوا أسساً تجارية على قواعد سليمة وسلوك وقيم وأخلاقيات رفيعة، الشيخ بابكر علي التني- صالح فضل المولى- ابراهيم شمو- حمد شمو-محمد شمو- عبد الوهاب الشفيع- زكريا ابراهيم عبد الله- الشريف كرار- على عوض الكريم- أولاد بيلو عتيق (عثمان- عمر- محمد - بوبا) - محمد حاج علي- عابدين محمد عثمان- أمين عبد الوهاب- آدم محمد نور- تبن محمد نور- محمد الشريف البكاي- الطيب الشريف البكاي- آدم باريس- مصطفى النفار- عمر وداعة- مكي ادريس- أحمد على الدعاك- فيصل السيد حسنين (صاحب الدار المفتوحة والقدح الواسع)- الضباح- كباشي التني- أحمد الأمين- ابراهيم مكي الشفيع (صاحب المكتبة الشهيرة)- عوض الكريم سلطان- اسحق الشايقي- محمد احمد التعيشي- وحاج صالح كلوكلو- الشريف تازورة- الياس بلدي- حبيب شاشاتي- على محمد يوسف- أما تجار اردمتا- عبده صالح- الخواجة- كوستاكي- صاحب اضخم بقالة وكيل سودانير- آدم عبد الرحمن- كانوا رواد الحركة الإقتصادية ما بين السودان وشاد ونيجيريا، فازدهرت على أيديهم التجارة وعم خيرهم المنطقة أشادوا المساجد وأعانوا الناس بدعمهم الشخصي، وإن أنسى لا أنسى دور حركة نقل البضائع ما بين الجنينةوبورتسودان، وأم درمان، والأبيض، والفاشر، ونيالا، وأصحاب اللواري السفرية وسائقي أسطول النقل التجاري والمواد البترولية على قلة الناقلات حينها كانت عربات الفارقو، البدفورد، التيمس (قدوم قصير) والأوستن تعبر الفيافي حاملة الخير للناس كانوا همزة الوصل من أقصي الشرق حتى حدود السودان الغربية علي شقلبان- الدومة ود الميرم- عباس جزيرة- عبده فارس- سليمان فارس- احمد ود فور- جابر عبد الله- جماع آدم- الدومة حاج حسين- الطيب سكس- ابراهيم الشريف آدم- إبراهيم محمد نور- ابراهيم برتاوي- وعربات حسنين عبد الحليم- وكيل شركة شل لنقل المواد البترولية. وعند أهل الخدمة المدنية من أبناء السودان المعتمد عالم رمضان - وعثمان عبد الرحيم- ابن ادريس- يوسف عبد الرحيم- والإداري علي عوض الله- أول من وضع نقطة الحدود الغربية وشرف الإفتتاح الزعيم اسماعيل الأزهرى، ووفد من شاد.. حيث أكرمهم السلطان عبد الرحمن بحر الدين أيما إكرام فكانت لفتة بارعة، ومن رجال القضاء محمد عبد الرحيم صباحي- الجمري- فأول من عمل بالشرطة الملازم الطيب عبد الرسول- سليمان قريش- عصمت معنى وحينها الرتب ما بين ملازم ومقدم، وعمل بالقوات المسلحة المرحوم عبد الرحيم محمد خير شنان، والذى اشتهر بالإنضباط والصرامة العسكرية عقيل ابراهيم موسى مادبو- كامل عبد المجيد- أحمد عبد القادر أرباب- ومن المعلمين- الشيخ اسحق ابراهيم حاج كويس- سبيل آدم يعقوب- هارون شرف الدين- الشيخ محمد أحمد- عثمان تنقو- عبد الله عبد النبي- وحينها كانت الرياضة صاحبة حظ بدءً بميدان التنس الخاص بالأمير محمد بحر الدين، الذي يقع شرق منزله وسباق الخيل وكان مضماره النقعة التي تقع شرق البيطري وفريق اردمتا- فريق الهلال- فريق المريخ، ومن نجوم كرة القدم المرحوم آدم عبد المجيد- على شعيفون- عثمان مختار- محمد زكريا- الفاضل صالح فضل المولى- مصطفى الشريف كرار- على عبد المالك- الأستاذ عبد الله عبد النبي- حسن علي- بدوي. الجنينة الأميرية الوسطى أول دفعة لها المرحوم محمد آدم دومة مدير الجمارك السودانية السابق.. وذات المنهل أفرد للسودان أبناء نجباء الفريق شرطة محمد فضل عبد الكريم- فاروق محمد أحمد- يوسف موسى اسحق- دكتور محمود ابكر سليمان (الآن بروف الطب النفسي بالجامعات البريطانية )- الأستاذ هاشم فضل توم- عبد المجيد مصطفى هاشم- المرحوم أحمد علي أحمد- عبد الله نور الدين- محمد ابراهيم الناقي- عثمان محمود باسي المهندس الزراعي- عبد الله يحيى آدم- الضابط الإداري يوسف حسب الله- الذين شرفوا العمل الطبي دكتور يوسف بابكر- دكتور عبد الجليل محمد- دكتور مختار عبد الله- د. عادل شاشاتي- د.عياد مقار- د. جماع عمر فايق- والكوادر المساعدة عمر عبد المجيد- حسن منصور- حاج اسماعيل- عمر محمد عبد الله (نجيمو)- عبد الرحمن ابو البشر (قنديل)- معاذ تنقو. عوامل وأسباب ازدهار مدينة الجنينة على وجه الخصوص ودار مساليت بصفة عامة في عهد المستعمر والعهد الوطني، ولإكمال الصورة التاريخية يرجع الفضل للسلطان عبد الرحمن محمد بحر الدين من أوجد للضعيف حمى، وبسط الأمن، وجمع الناس، فخر دار مساليت الماضي والحاضر من جَمّلَ وجه الإدارة الأهلية السلطان عبد الرحمن صاحب الحكمة والمنهج الحكيم، صاحب مدرسة اجتماع الناس لا تفرقهم، وحّد أهل المنطقة تحت راية واحدة وقيادة رشيدة، وأعاد أمجاد أسلافه، ورسم لنفسه خطاً للإدارة ابقت مقاليد الحكم شامخة وراسخة حتى يومنا.. كانت له الإدارة القضائية والأمنية والإشراف الإداري، ولم تكن العصبية كياناً يلجأ إليه الناس واختار ذوي الشرف والذمة ليتولوا أمر الناس، فكانت ابو سروج تحت إدارة ابوه مصري وسربا - ابراهيم الناقي وصليعة- بشر- هبيلة- ابوه- نميسي والرحل لهم إدارتهم التابعة رأساً للسلطان الأمين بركة إدارة الماهرية- شيت حسن المحاميد- عيسى دقدق العريقات- عبد النبي دحلوب الشطية- وعقيد الخيل جبريل ود كاكي- والبرقو آدم نمر- والهوسا بيلو عتيق أما القيادة الدينية كانت بين المساليت والبرنو يمثلها عمر الإمام. بهذا النظام الإداري الأهلي حفظ السلطان عبد الرحمن بحر الدين مدينة الجنينة وعموم دار مساليت بكل خيراتها، وعاشت هانئة توافد إليها الناس من أجل المعاش والسلامة توحدوا وتمازجوا، فأصبحت الديار وادعة مطمئنة بذات البهاء والرحابة والسعة.. استظل بظلها الجميع فتفاعلت في بوتقتها أمم شتى من شمال السودان والجزيرة وكردفان وبقية مدن دارفور، ودول غرب افريقيا- الجنينة برعاية كريمة من السلطان عبد الرحمن بحر الدين سادها الإستقلال الإجتماعي والصمود أمام الشدائد والإبتلاءات، وعبرت فهي حديقة غناء تطل على وادي كجا، وتنعم بجمال الطبيعة وتجلى الإخضرار الذي يحيط بها من كل جانب غابات كثيرة من أشجار المانجو، وهذا نتاج إرث قديم منذ 1870م أحبهم الناس وبادلوهم الود والترحاب فسادوا: لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يقر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شأن