يزخر شهر رمضان المبارك بالعادات الخاصة به، والتي لا يمكن استرجاعها وتطبيقها إلا في أيامه فقط، فتغيب طوال السنة لتعود وتحيا في هذا الشهر الميمون.. ومن هذه العادات صولات المسحراتي في الشوارع والطرقات والأحياء في منتصف كلّ ليل، وقبل حلول أذان الفجر، مطلقاً العنان لصوته الجهور لإيقاظ الناس النائمين من أجل تناول طعام السحور وما يعينهم على نسيان الجوع وهو يحمل (نوبه اوجركانة)،.. التي ينقر عليها نقرات رتيبة عند باب كل بيت وهو ينادي صاحب البيت باسمه يدعوه للاستيقاظ من أجل السحور فيقول: أصحي يا نايم أصحى وحد الدايم رمضان كريم (أو يا صائم قوم اسحر ويافاطر نوم اتندل) والمسحراتي أحد الشخصيات المحببة إلينا، خاصة ونحن في سن الطفولة، وأنا في طفولتي كانت تطربني دقاته وأكون حريصة في ذلك الوقت أن أكون مستيقظة حتى لا يفوت عليّ أن أسمعه أو تفوت علي تلك الوجبة المحببة لجميع الأطفال. مهنة المسحراتي ارتبطت بهذا الشهر الكريم منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم «وكان بلال بن رباح رضي الله عنه أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي، حيث كان يجوب الشوارع والطرقات لإيقاظ الناس للسحور بصوته العذب طوال الليل، وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم» يقول«إن بلالاً ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم هو الذي يتولى أذان الفجر، ومنذ ذلك التاريخ أصبح المسحراتي مهنة رمضانية خالصة، فكن حريصاً عزيزي القاري على تناول السحور لأنه بركة كما قال الرسول صلي الله علية وسلم «تسحروا فإن في السحور بركة» تقبل الله منا ومنكم صيام هذا الشهر المبارك.