في موكب مهيب شيعت البلاد ظهر امس الموسيقار محمد عبدالله محمد ابكر محمدية الي مثواه الاخير وتم مواراة جثمانه الثري بمقابر الشيخ حمد النيل بامدرمان امدرمان-عبدالرحمن جبر بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض تقدمه وزير الثقافة الاتحادية وعدد كبير من اهل الثقافة والفنانين. ويعد الراحل محمدية من ابرز واشهر الموسيقيين الذين اسهموا في الدفع والارتقاء بمسيرة الاغنية السودانية وامهر عازف كمان ترنم باوتاره لعشرات السنوات عاصر خلالها الكثير من الاجيال الفنية وشارك بالعزف مع عمالقة الموسيقيين منهم الخواض وعبدالله عربي وعبدالفتاح الله جابو . ونقل السيد وزير الثقافة الاتحادية الطيب حسن بدوي تعازي رئاسة الجمهورية لكل ابناء الشعب السوداني واهل الثقافة بوجه خاص في فقيد البلاد الموسيقار محمدية الذي قدم عطاء وجهد مميز لعشرات السنوات وسائلين له الله ان يتقمده بواسع رحمته ويسكنه مع الصديقين والشهداء . وأكد الامين العام لمجلس المهن الموسيقية والمسرحية الدكتور الفنان عبدالقادر سالم علي ان الراحل محمدية هو فنان استثنائي وقال : هو رجل عصامي علم نفسه بنفسه وظل من اواخر خمسينيات القرن الماضي يثري مكتبة الاغنية السودانية بانامله الذهبية بجميل الاغنيات ، وهو فنان يعمل علي تطوير نفسه يوميا من خلال التمارين المتواصله علي الة الكمان رغم ما وصل له وحققه من شهرة عبرها ، فهو اول عازف سوداني ينضم للفرقة الماسية بالقاهرة التي درس فيها الموسيقي لذا كان ادائه رائعا ومميزا وله العديد من الاسهامات ولولاه لما تم تسجيل العديد من الاغنيات ، وقبل مرضه باشهر كان يتمرن علي الكمان في الاتحاد ،وله تاريخ مميز جدا ووضع بصمة واضحة في مسيرة الاغنية السودانية حتي حصل علي وسام العلم والاداب الذهبي عام 1975م وكرمته الوايبو قبل خمسة سنوات ، وهو صاحب البسمة والمجاملات في كل المناسبات ويكفية فخرا بانه اثري مجموعة من البرامج الاذاعية والتلفزيونية ودرب الكثيرون علي الة الكمان . وعجز لسان الفنان حمد الريح عن الحديث وقال : مهما قلت عن الراحل الحبيب محمدية فلن اوفية حقه فهو صديق غالي علي نفسي وتعجز الكلمات عن الكلام عنه ونسأل له الله الرحمة والمغفرة .وقال الفنان مجذوب اونسة بأن البلاد اليوم فقدت رمز كبير من رموزها الابداعية الذي وضع بصمة في مسيرة الاغنية السودانية حتي وصل لمرحلة تتويجه كافضل عازف كمان بالبلاد ويتمتع باخلاق عالية ورفيعة وفقدناه بمعني الكلمة .وأكد العازف حبر سليم صديق الراحل محمدية علي ان الراحل شخص مسالم للحد البعيد وطيب القلب وعازف ماهر تعلمنا منه وامتدت مسيرته لاكثر من خمسون عاما عمل خلالها مع كل الاجيال من الكاشف وحتي الان .وقال الموسيقار يوسف القديل : محمدية لايحتاج لكلمات منا فقط يكفي ان نقول اسمه لتتفجر ينابيع الابداع والعطاء ونسأل له الله ان يتقمده بواسع رحمته ويسكنه مع الصديقين والشهداء.