غيب الموت صباح أمس أسطورة العزف على آلة «الكمان» في البلاد محمد عبد الله أبكر الملقب ب «محمدية» بعد صراع طويل مع المرض، و وورى جثمانه الثرى بمقابر حمد النيل في أم درمان بعد الظهر. وتحول محمدية إلى أسطورة في العزف على آلة المكان حيث لا تذكر الآلة الساحرة الأنغام إلا ويذكر مع رواد سحرها. وولد الراحل في حي ديم جابر بمدينة بورتسودان في عام 1941م، وأصبح عازفاً محترفاً مرغوباً للكثير من المطربين عندما بلغ عمره «17» عاماً، وقد بدأ محمدية تاريخه الحافل مع الموسيقى هاوياً بالعزف على الصفارة. إعداد: عائشة الزاكي: تصوير متوكل البيجاوي غيب الموت «صباح أمس » الموسيقار محمدية بعد صراع طويل مع المرض. ولد الراحل محمد عبد الله محمد أبكر الشهير ب«محمدية » بمدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر في العام 1941، وبدأ تاريخه الحافل مع الموسيقى هاوياً بالعزف على الصفارة، ويحكي الفقيد في حوار سابق أنه وجد الثناء والإطراء يصل أحياناً لدرجة المبالغة في صغره، فكان يحب العزف على الصفارة وسط الأصدقاء، ويحصد التصفيق الحار وأحياناً يكون بدون دراية منهم بما يسمعون، فقط مجرد مجاملة من أطفال لآخر يتقن فناً جميلاً.. ثم لعب على أوتار العود قبل أن يحترف العزف على آلة الكمان ويصبح معلَماً من معالمها الهامة. ولقب بأسطورة الكمان فهو أبرز العازفين على آلة الكمان في السودان وعلم يشار إليه ببنان الإعجاب والفخر والمحبة، صال وجال في ميدان الغناء والطرب الاصيل، رجل متمكن حمل راية الموسيقى لواءً يعتز بها وتعتز به .شارك في العديد من المحافل الدولية. وبنى الفقيد «محمدية» لنفسه تاريخاً حافلاً مع العزف صقله بالدراسة عندما التحق بمعهد الموسيقى الشرقية في القاهرة في العام 1975، فعاد لبلاده وهو أكثر دراية وفهماً لفنون الموسيقى. وقضى الفقيد نصف قرن من الزمان تقريباً موظفاً في الإذاعة السودانية وقائداً للأوركسترا الموسيقية، ورافق محمدية في تجربته الإبداعية الطويلة كبار الفنانين السودانيين في جولاتهم داخل وخارج البلاد وله العديد من المقطوعات الموسيقية التي نالت إعجاب الملايين. وساعد الوجود الدائم لمحمدية مع عمالقة الفن الغنائي في وصوله لرقم قياسي لم يحدث حتى الآن لأي موسيقار، فقد ظل متواجداً كعازف رئيس في الأعمال الموسيقية السودانية، عازفاً على آلة الكمان في تلك الايام لم يكن هناك من يعلم الآلات الموسيقية على الاسس السليمة، بل هي مجرد اجتهادات شخصية، ولكن زيارة الإخوة الفنانين أحمد المصطفى وعثمان حسين المتكررة لبورتسودان باعتبارها مدينة منافسة للعاصمة في مجال الحركة التجارية والفنية والاجتماعية وبارتياده لحفلاتهم استفاد محمديه كثيراً منهم، وكان يصحبهم كبار العازفين عبد الفتاح الله جابو وعبد الله عربي وموسى محمد ابراهيم وآخرون. ومحمدية مثله مثل المشاهير تعرض من قبل لشائعة وفاته ونعته المواقع الإسفيرية، ولكن خرج عليهم بتكذيب الخبر مطمئناً جمهوره بأنه حي يرزق وخبر وفاته ما هو إلا شائعة، ولكن لا يوجد اليوم طريق لتكذيب الخبر، فقد رحل بالفعل عن دنيانا. وشارك موكب حزين في تشييعه الى مثواه الاخير بمقابر حمد النيل، في مجموعة من الوزراء والفنانين وكبار المسرحيين والدراميين على رأسهم وزير الثقافة الاتحادي الطيب حسن بدوي، والفنان حمدالريح وعبدالقادر سالم وأبوعركي البخيت وكمال ترباس وسميرة دنيا والشاعر عمر محمود خالد ومجموعة من المسرحيين.