بالرغم من التقدم الفني الذي يطرأ على الموسيقى والألحان العالمية من عام لآخر، إلا أن عودة موضة الغناء الشعبي لدى الشباب السوداني سحبت البساط منها، وأصبح الشعبي ذا أهمية لدى المستمع السوداني، وصار مجموعة من الفنانين الشباب الواعدين يركزون عليه ويتسامرون به عبر ترديدهم لمجموعة من الأغنيات خاصة أغنيات الحقيبة ويرددونها في مختلف الأحياء وشارع النيل في المراكز الثقافية.. (آخرلحظة) جلست معهم في شارع النيل واستمعت لعدد من اغنياتهم الجميلة. وتحدثوا عن حبهم وعشقهم للغناء الشعبي. ٭ عبدالله محمد... طالب بجامعة السودان، وهو قائد لفرقة شعبية صغيرة.. وقال نحن نمتلك كل المقومات لنصبح فرقة ذات أهمية في الغناء الشعبي.. وأشار إلى تعلقه بالغناء الشعبي، و ذلك لما فيه من قيمة كبيرة في الوجدان السوداني.. ونجد فيه المتعة بكل صورها.. ولكن تواجهنا العديد من المشاكل منها نيل الرخصة الفنية والتي تقف عائقاً أمامنا.. ودائماً ما نجد صعوبة في إظهار انفسنا للناس بصورة عامة، فلا تجد مكاناً سوى شارع النيل الذي يعتبره الكثيرون مكاناً للترويج والتنفس.. ومحمد أحمد عوض مثلي الاعلى. ٭ أما محمد عمر إبراهيم طالب بجامعة الزعيم الأزهري تحدث لنا عن عشقه للغناء الشعبي وعن ابداعه في آلة (الطبل) وأوضح محمد بأن الشعبي فن من الفنون الجميلة وتراث لا يمكن أن يمحوه الزمن فهو يتميز بأن المؤدي له يطرب نفسه قبل الآخرين أياً كان غناءاً أم عزفاً على ايقاعاته القريبة من قلوب السودانين. ٭ ونلاحظ بأن غرض الشباب وسر تعلقهم بالغناء الشعبي ليس لأجل الشهرة والظهور في الساحة الفنية، بل لامتاع أنفسهم بأصوات (الايقاع في الطبل) وأغاني الحقيبة، وإن كانت المراكز الثقافية وغيرها، صعبة المنال للكثيرين منهم، فإن كورنيش النيل يخفق بأصوات أحفاد محمد أحمد عوض.