في جنوب مدينة شندي وتحديداً في منطقة قريش كانت المأساة تمشي على قدمين، فعشرات المنازل انهارت ومئات منها لحق بها الضرر، كانت غضبة المواطنين بسبب طريق (شندي العوتيب) الذي الحق بهم تلك الخسائر الفادحة جراء التصميم الهندسي (الغبي) من الجهة المنفذة وهو الأمر الذي أقرت به حكومة نهر النيل، لكن الأمر الذي كان مدعاة للدهشة هو الصبر الجميل الذي كان يتحلي به المواطنون الذين لم يطلبوا أكثر من خيام، وإعادة تاهيل الطرق، وفتح المجاري، والإيثار الذي كان يمشي بينهم، حيث تجد بعض المواطنين يرفضون تسلم خيام ويشيرون الى أن فلاناً أحوج منهم بل أحدهم ويسمى حسن الماحي محمد علي طالبنا بأن ننقل عنهم أنهم ليسوا في حاجة لمواد غذائية، فالتكافل سيد الموقف. كانت أجساد مواطني محلية شندي مثخنة بالجراح ف (980) منزلاً انهارت كلياً و(1760) منزلاً لحق بها الخراب بخلاف الأضرار التي لحقت بالزرع والضرع وتأثر (18) مؤسسة تعليمية، و(22) مؤسسة صحية من مركز الى شفخانة، نحو (32) منطقة تضررت.. ومع ذلك رسمت شندي صورة مغايرة لما أفرزته السيول والفيضانات في كل أنحاء السودان، فالكل في حالة استنفار وتأهب وحالة من التراحم والتكافل لامثيل لها.. الأمر الذي أذهل نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن وقد استقبله ظهر أمس الأول مواطنو منطقة الطندب وماجاورها بجنوب شندي استقبالاً غير معهود، وصل حسبو ومرافقوه في مقدمتهم رئيسة لجنة الطوارئ باللجنة العليا لدرء آثار السيول الوزيرة مشاعر الدولب والفنان يشدو (أخوي المابنقدر سيل الوادي المنحدر).. لكن انهمر الصبر في المنطقة ومعتمد شندي حسن عمر الحويج يقول: «علي لغة الصبر والصابرين وبلغة المستبشرين نقول إن ماحدث خير كفارة لنا وزيارة النائب جبر للكسر» .. ونوه المعتمد الذي نقل مكتبه الى خيمة مع المتضررين في كلمته الى أن كل رجل في المنطقة يساوي الف رجل، ولم ينس وقفة إعلام محليته وتبصيره للمواطن بالأوضاع وأكد قائلاً: «إن لم يعلُ منا صوت صراخ فإن الجراح في دواخلنا تئن».. وأشارالى إحساسهم بما يشعر به أهلهم في غزة الجريحة رغم معاناتهم، وقدم مقترحاً بترحيل القرى التي جرفتها السيول وكشف عن إعلان مناطق ترحيبهم بتقاسم أراضيهم مع اخوتهم المتضررين وهو الأمر الذي علقت عليه وزيرة الرعاية مشاعر الدولب، وقد رافقت النائب وكان معها أمين عام ديوان الزكاة محمد عبد الرازق الذي قام بمجهود كبير خلال طوافه مع النائب أرجاء الولاية.. وقالت مشاعر ل آخر لحظة: «إن الموقف الإنساني والنبيل في مواطن شندي يذكرنا بالتآخي بين المهاجرين والانصار في عهد الرسول الكريم مؤكدة دعمهم للمنطقة. كان المعتمد الحويج صريحاً فوق المعدل وهو ينقل الصورة مجردة أمام نائب الرئيس، وكان لافتاً عدم مطالبته بأموال بل تقدم بمقترح أن يولي مشروعي قندتو الزراعي والشهيد عناية خاصة، حتى يتمكن المزارعون من تعويض خسارتهم، بجانب تركيب ست محطات جديدة للمناطق التي سيتم ترحيلها بالتشاور مع المواطنين ولفت الإنتباه لضرورة مراجعة الطرق خاصة شندي العوتيب الذي تم شقه في أكثر من عشر مناطق حتى يتسنى تصريف المياه. بدأ نائب الرئيس كلمته بكلمات الفنان الذي ردد (سيل الوادي المنحدر) وبدأ في الإستجابة لمطالب معتمد شندي عندما قال من الآن فصاعداً لا نريد أن يسكن المواطن في مجاري السيول، مقراً بالأخطاء الهندسية في الطرق، ووجه الوزارة المعنية بمراجعة المسألة كما وجه الدفاع المدني بتوفير الخيام.. وعلا التهليل والتكبير عندما كشف حسبو عن تخصيص الرئاسة مبلغ (20) مليون جنيه لصندوق خاص بإعادة توطين المتأثرين بولاية نهر النيل.(5 ملايين جنيه ) من وزارة الرعاية وديوان الزكاة. أبت محلية شندي إلا وأن ترسم صورة زاهية لها وللولاية عموماً عندما نظمت زيارة لنائب الرئيس رأى من خلالها جانب الإستثمار، خاصة وأن وفده ضم وزراء القطاعين الإجتماعي والإقتصادي، حيث زار مجموعة فابي لمنتجات الألبان والعصائر للمستثمر السوداني وليد فايت التي نالت إعجاب نائب الرئيس حيث قال «ليس من رأى كمن سمع»، مؤكداً أن نهر النيل موعودة بمستقبل كبير، وقد طلب النائب وبشكل مباشر من محافظ المركزي ووزير الدولة بالإستثمار بالحديث واللذين تعهدا بدعم الإستثمار بالولاية، وأكد المحافظ عبد الرحمن حسن علي تسهيل المركزي للصادروتوسعة نشاط المستثمرين.