الاتفاق وشيك، لأن الحالة صعبة ، والبلد لم تعُد تحتمل هذا العِراك الطويل.. هذا ما بدأ يتكشّف من مناخ التفاهمات المُترع بشجن اللقيا بين القيادات، «من غير ميعاد»..!هذه الحقيقة بدأت تلوح في أفق السودان، ما ينبيء بأن الاستاذ إبراهيم الشيخ و السيدة مريم سيخرجان قريباً من الأسر، لتبدأ مرحلة انتقالية جديدة في السودان،لأن حكومته ومعارضته ، لا يستطيع أحدهما، في هذه المرحلة ، بذ الآخر أوالانتصار عليه.. الختمية كما هو معروف، يتحركون سياسياً ، في أجواءٍ رطبة ، فقد التقى زعيم الختمية والاتحاديين في لندن بوفدٍ من قيادة الجبهة الثورية.ونقل الوفد المكوّن من الأستاذين التوم هجو و ياسر عرمان، رسالة من قيادة الجبهة الثورية للسيد الميرغني، وتفاكرا معه الأوضاع السياسية الراهنة، وإتفاق باريس، والاتصالات التي تجريها الجبهة الثورية مع كافة القوى السياسية السودانية و منظمات المجتمع المدني، «بغرض الوصول الى اتفاق الحد الادنى لحل المشكل السياسي السوداني»..ما بين القوسين، من عند كاتب هذه الزاوية..وجاء في ذيل الخبر ما يؤكد أن السيد الميرغني، قد بارك اتفاق باريس، وإن لم يُوقع عليه اجرائياً..جاء في الخبر:(أن اللقاء تميّز بالصراحة و الوضوح، وأن علاقات العمل المشترك بين السيد الميرغني و قادة الجبهة الثورية، اضفت أجواءاً إيجابية على النقاش بين الطرفين، و أكد السيد الميرغني،أنهم سيعملون دائماً لما ينفع الناس، وإن السودان أمانة في أعناقنا جميعاً، ولا بد من الحرص على سلامته و ديمقراطيته..و شدَّدَ الطرفان على ضرورة إنهاء الحرب ،وإشاعة السلام ،و تحقيق الوفاق الشامل بين السودانيين ، وأمّنا على استمرار الاتصالات بينهما في هذا المنعطف التاريخي، وأكدا على استحالة قيام انتخابات دون وفاق وطني)..وفي سياق هذه الاشارة من أبو هاشم بمباركة الاتفاق، أكد وفد الجبهة الثورية على أهمية التشاور المستمرمع مرشد الختمية وزعيم الإتحاديين، بغية الوصول الى اجماع وطني يُنهي الحروب، ويُحقق السلام العادل في السودان. وفي الداخل أيضاً، وقع اختراق كان طرفاه، الحزب الشيوعي السوداني، و«حركة الاصلاح الآن» التي تعتبر أحد «أنبثاقات» التنظيم الاخواني..عُقِد للقاء بينٍ بطلب من الأخيرة، وكان من مخرجاته، أن الحزب الشيوعي ينادي بإسقاط النظام سلمياً، ولا يرفض الحوار، إن كان سوف يؤدي الي تفكيك الشمولية والوصول إلى حل شامل لمشكلات البلاد.. وتم التأكيد على أن اللقاء ليس تحالفاً بين الكيانين، بينما شدَّدَ الحزب الشيوعي على شروط الدخول في حوار مع النظام.. وكانت أهم النقاط المتفق عليها بين الحزب الشيوعي و حركة الاصلاح الآن، ما يلي: (أن هناك فرصة تاريخية لتوافق وطني جامع، وأن الحوارالجاد هو أفضل الحلول لمشكلات السودان على أن تتوفر له المطلوبات الأساسية، من اطلاق للحريات السياسية، ووقف الحرب، وإطلاق سراح جميع المعتقلين والمحكومين سياسياً، والغاء القوانين المقيدة للحريات.. وأن الحوار يجب أن يكون شاملاً وليس ثنائياً، ودون اقصاء لأي طرف، وأن يقود لحل المشكلات السودانية وليس لقسمة السلطة).. هكذا،اتفقت الجبهة الثورية مع المراغنة،على ما اتفقت عليه حركة الاصلاح مع الشيوعيين.. إذن،المسافة بين الفرقاء ليست بعيدة..غداً أو بعد غد، سيخرج الاستاذ إبراهيم الشيخ وكذلك السيدة مريم من الأسر.. و قريباً جداً سوف يَقْدِّل الحبيب حافي حالق، في الطريق الشاقيه الترام.. هذه القِسمة القدرية، تُحلِّق الآن فوق سماء الخرطوم، و قد يتأخر اعلانها، الى حين تسليك «الكيان القابض»، كي يتهيأ لتعاطي «عقارٌ طَعمُه حُلْوٌ»، من وجهة نظري ، والله أعلم..!