العنوان أعلاه ليس مقصوداً به موظف ضرائب ولا جبايات وجهه يقطع الخميرة من الديار، ولا حتى شرطي مرور متحفز وغاضب في تقاطع مزدحم بالعاصمة القومية ، المقصود به صاحبكم العبد لله ذات نفسه ، فهو نكد من الطراز الاول ، جرثومة النكد المعشعشة لدي محسوبكم ماركة سودانية مائة بالمائة ، فهو مثل الملايين نكدي من طراز اول ، اسمعوني ، يقول علماء النفس ان هناك علاقة وثيقة بين المناخ والحالة المزاجية للشعوب فكلما طالت فترة غياب الشمس وسادت الاجواء الغائمة المشبعة بالبرد ، كلما انقبضت النفوس واصبح الانسان اكثر توترا وعبوسا ، في شوارعنا تجد الناس راكضة وراء السراب ، حينما تنظر الى الوجوه تشعر كأن الجميع مصابون بحرقان في المعدة ، طيب ليه كده ؟ ، في بعض بلدان شمال اوربا الناس متجهمة لان المناخ يساعد على ذلك لكن نحن نتمتع بالشمس المشرقة ، ورغم ذلك نكديين وصارين وجوهنا حتى اشعار آخر ، عموما اذا قام باحث في السلوكيات بتشخيص الشخصية السودانية اتصور انه سوف يخلص الى جملة من الاسباب التي تجعلنا هكذا ، من هذه الاسباب الحالة الاقتصادية المتردية ، والركض وراء لقمة العيش وغياب التكافل الاجتماعي الذي كان من سماتنا في الماضي البعيد اضافة الى الهاجس الاكبر المتعلق بعدم استقرار الوطن فنحن منذ الاستقلال نحرث في بحر المشاكل ، وكلما خرجنا من حفرة نقع في دحديرة ، كان الله في عوننا ، الى جانب ذلك ارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب ، اقصد الذكور وليس الاناث ، فالشاب يجد نفسه مشتت بين البحث عن طريقة تخارجه من الوطن أو الاستقرار في وظيفة ولكن هذين الحلمين في معظم الاحيان يصبحن من سابع المستحيلات ، من القصص الواقعية عن نكدنا ان موظف مبيعات سوداني خرج بي قد القفه في منافسة وظيفية بدولة خليجية لانه حسب منظور لجنة التعيين متأفف ومكشر ولا يعرف الاتكيت ولا يعرف اختيار الملابس التي يرتديها ، الحكاية ومافيها ان الموظف السوداني دخل المنافسة مع مواطنين عرب من مصر والاردن وفلسطين ولبنان وسوريا ، وخلال المقابلة الشخصية منح اللبناني 99 نقطة نظير لباقته وهندامه الانيق فيما منح المصري 92 نقطة لاسباب تتعلق بالفهلوة واستطاعته الخروج من مطبات الاسئلة المحرجة اما الفلسطيني فقد منح 91 نقطة لثقافته ودقة افكاره، فيما تساوت الدرجات بين السوري والاردني من حيث الطروحات المنطقية لزيادة مبيعات الشركة ، اما صاحبنا السوداني فجاء بذيل القائمة وحصل على 30 نقطة ، نعم 30 نقطة ، طيب حلوه خير وبركة ، وجاء في حيثيات لجنة التعيين ان الزول المتقدم للوظيفة سريع الاستفزاز وغير مهندم ، عموما لسنا الوحيدون في العالم الذين نتمتع بكميات وافرة من النكد والذي منه ، الشعب الالماني بجلالة قدرة يعتبر من اكثر شعوب اوربا في النكد والعبوس ، وكثيرا ما يشتكي ساسة المانيا ان شعبهم لا يتحلي بالبشاشة ، اتصور أننا مقدمون على اجيال نكدية تفوق نكد محسوبكم العبد لله فماذا نفعل دبرونا؟ ، صباح الخير يا نكد.