أحكم المؤتمر الوطني مواصفات ولاة الولايات التي غالباً ما كانت تأتي في إطار الترضيات والمعادلات السياسية ودفع بشروط لمنصب الوالي في الانتخابات القادمة، الأمر الذي أغلق الباب أمام من عرفوا بالمجاهدين، وهي الشريحة التي كانت تتميز دون غيرها في الحزب بامتيازات أغرت العديدين الذين تركوا مقاعد الدراسة والتحقوا بالجهاد ومنهم من لقي نحبه ومنهم من هجر الدراسة ومنهم من ساعده الحظ وواصل تعليمه ولحق بمقعده الدراسي ليصبح ممن يحالفهم الحظ للالتحاق بالمنافسة وفقاً لشروط المؤتمر الوطني الذي أقر منها أن يكون المرشح حاصلاً على شهادة بكلاريوس كحد أدنى وأن يكون قد تقلد منصباً تنفيذياً أو تشريعياً أو دستورياً وأن يكون له القدرة على التواصل والمرونة وتحمل المسؤولية. ٭ عن الولاية تعد ولاية وسط دارفور من الولايات الحديثة، فقد كانت تابعة لولاية غرب دارفور وانشطرت منها وضم إليها جزء من ولاية جنوب دارفور في العام 2102م بعد اتفاق الدوحة، وتحد الولاية من الشمال ولاية شمال دارفور ومن الجنوب جمهورية أفريقيا الوسطى ومن الشرق ولاية جنوب دارفور ومن الغرب تشاد ومن الشمال الغربي ولاية غرب دارفور، وتضم 9 محليات وجل سكانها مزارعون وقليل منهم رعاة، وتعد الولاية من الولايات الغنية بمواردها الطبيعية، حيث توجد بها وديان كبيرة منحدرة وسسلة جبل مرة ووادي أزوم من جبل باري، كما أنها منطقة غنية بالثروة الحيوانية وبها مناخ البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي جعلها منطقة غنية بالفواكه، ويرى المراقبوب أن الولاية موعودة بعمل استثماري وسياحي ضخم جداً إذا أقيمت فنادق وسدود خاصة في منطقة نرتتي، وأول من تقلد منصب الوالي في ولاية وسط دارفور كان عن حزب المؤتمر الدكتور يوسف تبن ثم تم تكليف الشرتاي جعفر عبد الحكم. ٭ مشاكل تحيط بالولاية بالرغم من أن هنالك انسجاماً كاملاً بين أبناء الولاية إلا أن أكبر المشاكل التي تحيط بالولاية هي التنافس السياسي في السلطة، حيث نجد أن كل شخص لا يقتنع بإمكانات الآخر مما أدى إلى أن تستعر المنافسة بين قيادات المؤتمر الوطني الذين انقسموا لمجموعات، مجموعة بقيادة الشرتاي جعفر عبد الحكم والثانية بقيادة محمد يوسف عبد الله، في الوقت الذي علمت فيه آخر لحظة أن المرشحين للولاية عن المؤتمر الوطني هم دكتور محمد يوسف عبد الله والشرتاي جعفر عبد الحكم ومحمد نهيد صالح ومحمد موسى ومحمد صوصل، ومن الأحزاب الأخرى الشباب الذين تم استقطابهم من حزب الأمة ومنهم صديق بشار وعن حزب المؤتمر الشعبي الأمين محمود. ٭ تحديات تواجه الولاية أكبر التحديات التي تواجه الولاية انتشار المعسكرات التي يوالي معظمها لحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وتضم معسكر حميدية ومعسكر الحصاحيصا ونرتتي وقار سلا ورونقا تاس ومكجر، وتجد هذه المعسكرات اهتماماً إعلامياً عبر راديو دبنقا، ويرى المراقبون في حال تفرقت هذه المعسكرات فهذا يعني نهاية التمرد في الولاية وتتبقى فقط بورة جبل مرة. ٭ من هذه الولاية خرج حكام دارفور وقيادات الحركات. من غرائب الصدف أن ولاية وسط دارفو وتحديداً حاضرتها مدينة زالنجي، كانت الولاية التي خرج منها كل حكام دارفور الذين حكموا الإقليم ابتداءً من إبراهيم دريج من زالنجي، ثم يوسف بخيت وأبو القاسم سيف الدين وعميد معاش أحمد عبد القادر أرباب ودكتور التجاني سيسي، وفي المقابل نجد أن معظم زعماء التمرد من زالنجي ابتداء من داؤود يحيى بولاد وعبد الواحد محمد نور وأحمد عبد الشافع وأبو القاسم إمام، كما أن أول معقل للحزب الشيوعي في إقليم دارفور كان في الولاية، وكان يقوده المحامي صالح محمود الذي نال جائزة نوبل للدفاع عن الأقليات وحقوق الإنسان مؤخراً.