جاء القرار الرئاسي الأخير بتولي الشرتاي جعفر عبد الحكم كوالٍ لولاية وسط دارفور في ظل أجواء وظروف عاشتها هذه الولاية الفترات السابقة حيث شهدت الولاية العديد من الصراعات القبلية وتنامي ظاهرة العصابات المسلحة وظاهرة الاختطافات والنهب المسلح من قطاع الطرق نهاراً وجهاراً في اوساط مداخل مدينة زالنجي وحول المحليات والقرى وهذه الاضطرابات التي ظلت تعيشها ولاية وسط دارفور في ظل غياب هيبة الدولة وسطوتها على مجريات تلك الاحداث التي اصبحت تحدث بين حين لآخر في تلك الولاية الوليدة وظلت هي الولاية الوحيدة التي تفتقر الى كل مقومات التنمية والبنيات التحتية من الطرق والمياه وكافة الخدمات الصحية التي اصبحت في حالة ترد مستمر في تلك الفترة طبقاً لاعترافات الوالي السابق نفسه دكتور يوسف تبن الذي ظل تحت دائرة الاتهام في اوساط المواطنين البسطاء الذين ظلوا منتظرين ادخال الخدمات لهم وتوفير الامن لهم في الولاية من قبل الوالي السابق تبن الا انه فشل في ضبط هيبة الدولة في تلك الولاية . وكانت «الإنتباهة» قد قامت بجولة داخل حدود الولاية مؤخراً وبالاخص حاضرتها زالنجي للوقوف على الاوضاع هناك وكشفت الزيارة حقيقة عدم وجود بنيات تحتية من طرق ومياه وكهرباء وبقية الخدمات الاخرى خاصة في مجال الصحة وجدنا هناك معاناة لمواطن هذه الولاية بعدم توفر الكوادر الصحية في تلك الولاية بجانب البيئة والمقومات الاخرى غير المتوفرة والدليل على ذلك كان هنالك عدد قليل من الكوادر الطبية التي دفعت بها حكومة الولاية للعمل في الولاية ولكنهم هربوا من تلك الولاية لاسباب عدم اهتمام حكومة الولاية بهم و لذلك رأت حكومة المركز مؤخراً تغيير والي الولاية والكل يعلم ان الوالي الجديد الشرتاي جعفر عبد الحكم يتمتع بصفات عديدة في اوساط المجتمع الدارفوري ككل وسبق ان تقلد الكثير من المواقع حيث عمل محافظاً بوادي صالح ووالياً لولاية غرب دارفور قبل انشطار الولاية وعمل كذلك مساعداً لرئيس الجمهورية وهو يتمتع بالقوة وحسم الامور دون أية مجاملة و لديه قبول واسع في اوساط قبيلة الفور الاكثر انتشاراً وسكاناً في تلك الولاية والشرتاي كان والياً لولاية غرب دارفور قبل انشطارها الي ولايتين وقتها كانت الاوضاع مستقرة خاصة في الجانب الامني الا ان فترة الوالي السابق كانت الحكومة الولائية في اشد ضعفها وحدثت التفلتات التي لم تجد من يضبطها واشار الدكتور الامين محمود أحمد عثمان الخبير والمتخصص فى النزاعات القبلية بولاية وسط دارفور بمحلية جبل مرة في حديثه ل«لانتباهة» إن ولاية وسط دارفور هي ولاية ذات خصوصية في الاوضاع الامنية والتنموية، على سبيل المثال الطريق المعبد الذي تم إنشاؤه في عهد الرئيس نميري هو طريق نيالا - كاس - زالنجي الآن لم تتم صيانته في عهد تبن واصفاً أن هذا الطريق يمثل الشريان الحيوي لاهل المنطقة ككل ولكن ظل هذا الطريق خارج دائرة اهتمام الحكومات المتعاقبة وقال إن من أغرب الامور ان مدينة زالنجي لا توجد بها طرق معبدة إلى جانب افتقارها للخدمات التنموية رغم أن ولاية وسط دارفور هي من الولايات الغنية في دارفور من حيث وجود الموارد ولكن للاسف ظلت هذه الموارد دون استغلال فشهدت الولاية انفلاتاً أمنياً في الفترة الماضية خاصة النزاع بين السلامات والمسيرية والذي اصبح يتجدد من وقت لآخر بجانب وجود اضطرابات داخل مدينة زالنجي. وقال الخبير محمود إن الشرتاي جعفر ليس بشخص جديد على هذه الولاية وهو جدير بإعادة هيبة الدولة وبسط الطمأنينة لمواطني تلك الولاية بجانب استغلال موارد الولاية للتنمية ولكنه طالبه باستنفار أبناء جبل مرة الذين أهملهم الوالي السابق يوسف تبن بسبب عدم تمثيلهم في حكومته ودعا إلي ضرورة استخدام أساليب جديدة لإعادة هيبة الدولة والسيطرة على ثغراتها من المخربين والمجرمين مضيفاً أن الكل يعرف من هو جعفر عبد الحكم بحكم تجاربه.