كان هذا شعار الملتقى التدريبي للقيادات المجتمعية وهو- اي الملتقى حول ترسيخ قيم الحوار وبناء السلام تداعت اليه فعاليات المجتمع والمكونات الوطنية في ثلاثة أيام متتالية بدأت بالثلاثاء32/9/4102م داخل برج المعلم بالمقرن بالخرطوم كمبادرة استباقية ظرفية ناشطة تعاون عليها المجلس الأعلى للتعايش السلمي بولاية الخرطوم، ومنظمة منار الطوعية برعاية الأخ الهمام د. عبد الرحمن أحمد الخضر الوالي، وتسامت القدرات اليه دون تفضيل كيان على آخر، أو توجه سياسي لفعالية كيفما كانت وذلك على منبر مكشوف بأصوات عالية إذ الأمر هو الحوار مسترشدين بكل مرجعية أو بادرة أو تاريخ يؤكد على منظور أو سلوك ظرفي أو سياسي تحت مظلة السودان العريض ذو المكونات والمنابع وهم- أي المبادرون يسندون حديثهم بمقصدهم في الحوار الذي ركز عليه رئيس الجمهورية المشير البشير في ينايرالماضي وافردوا معان جلية للحوار الوطني وهو:- أولاً مفهوم الجلوس والتداول حول الأوضاع والقضايا يديره أهل المنابر السياسية المتنوعة ومعنى آخر للحوار هو الحوار المجتمعي ويعني أن يتنزل الأمر المتاح للمستويات الوطنية الشعبية وهم أوسع جدارًا وأعمق أغوارًا للحاضر والمستقبل ولا يحوطها إلا البيان بالعمل، وبمقارنة المراحل والسياسات وقراءة الواقع.. وأن يكون كل ذلك داخل الوطن السودان.. أي أن يكون الحوار ادارةً واشرافاً وتداولاً (سودانياً.. سودانياً) بمعزل عن كل مؤثرات أو تداعيات خارجية.. وأن تقاس وتقرأ التجارب الماضية ببعضها لنرى كيف..؟ وأين السودان من الذي يدور حولنا عربياً وافريقياً ثم الموازنات الدولية، وما تملك وتبدي من حذر من مارد المستقبل الاسلامي.. وتظهر ما يليها من أطماع وارهاب خفي.. ففي هذا الملتقى قدمت أوراق من مختصين وخبراء ركزت كلها على أن المرجعية هي- أن الدين عند الله الاسلام وقد انشرحت صدور القائمين على الملتقى وهم على منصة التوجيه.. يقودهم عند الافتتاح المهندس جودة الله عثمان معتمد الرئاسة بالولاية.. ممثل الوالي، ومحمد بريمة حسب النبي رئيس المجلس الأعلى للتعايش السلمي، والناشط جلال الشيخ أمين عام مجلس التعايش.. وهكذا.. آخرون وأخريات.. واطمأن الجلوس حين سمعوا «ما فرطنا في الكتاب من شئ» ثم سمعوا«وجادلهم بالتي هي أحسن».. وليمتد الحوار والسلام للمتقاتلين (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها، وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) ثم يضع الأمر على عاتق ومسؤولية المجتمع فخاطبهم قائلاً: (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما، فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فاصحلوا بينهما بالعدل واقسطوا)..ولا يكون كل ذلك- أي الحوار والتسالم والطمأنينة إلا تحت ظل دولة تتوفر فيها ثلاث مقومات: العدل والقوة واليقظة ثم تمكين مفهوم خدمة (خير الناس أنفعهم للناس) ومن أجل هذا تماسكت أصابع المجلس الأعلى للتعايش السلمي، وأنامل منظمة منار، فأصدروا مخطوطاً أنيقاً يحوي 14 شعارًا مزيناً بدلالات ورسومات رائعة لكل معنى.. هي أولاً العدالة والمساواة هما أساس التعايش السلمي بين المجتمعات. ثانياً الحب والسلام وعدم التعدي على حق الغير ركائز أساسية للتعايش السلمي. ثالثاً: أنت عندي كبير وحبي ليك كتير «أي السودان». رابعاً: حب الأوطان من الايمان- خامساً: موروثاتنا في حل النزاعات بالجودية سمة ميزتنا، ويجب المحافظة عليها. سادساً: الزواج رابطة عاطفية شرعية لا علاقة لها بالروابط القبلية. سابعاً: المخدرات تدمير للعقل ونهاية محزنة. ثامناً: بشحذ الهمم والتكاتف نبني الأوطان. تاسعاً: الاعتناء بالبيئة سلوك حضاري ومظهر جمالي. عاشرًا:كل الأديان من عند الله ويجب احترامها، وعدم الاساءة اليها. حادي عشر: تنوعنا عامل قوتنا. ثاني عشر: لا للعنف. ثالث عشر: نظافة الوطن مسؤولية الجميع. رابع عشر: مساعدة الضعفاء شهامة ورجولة تجلب الرخاء والخير.. هذه هي الارشادات الاجتماعية التي احتواها هذا الكتيب، فمن عثر عليه فليضعه في جيبه الأيمن دليلاً ومرشدًا وسندًا.. اما العلماء الخبراء وأهل الدراية والتركيز فقد اتحفوا القيادات المجتمعية بهذه القاعة التي سعدنا بوجودنا داخلها.. و نحن لا نلتفت يمنة أو يسرى ببرج المعلم هذا إلا واستقبلنا باسماً واثقاً الدكتور (معتصم عبد الرحيم الحسن) الذي لبى نداء ربه الأعلى الأسابيع الماضيات إذ هو رئيس اتحاد المعلمين القومي ألا رحمه الله، وبارك في ذريته، ولكم أن تنظروا كيف سعدت القيادات المجتمعية في القاعة بالأطروحات الأولى من الأستاذين كمال عمر عبد السلام الذي عرّف وأفاض في معاني الحوار، ثم بشارة جمعة الذي ركز على أن الحوار هو سبيل التعايش، ومن ثم قدم البروفيسور عبد العزيز مالك ورقة السلوك الادراكي ودوره في الحكم الراشد ولقد آتينا ابراهيم رشده.. ثم قدم الدكتور فايز عمر جامع ورقته عن الحوار الوطني والسلم المجتمعي وركز على توطين مفاهيم السلم والتعامل الاجتماعي لترقى المنبر إثر ذلك الدكتورة تيسير النوراني بأطروحتها عن تجربة الانتخابات منذ 1953 الى 2010 وبها أي «الورقة» منعطفات عميقة عديدة ثم من بعد تتألق القانونية مريم جسور بورقتها (الحق الدستوري في الممارسة الانتخابية)..وهي آلية لتبادل الحكم والسلطة منذ «سقيفة بني ساعدة» بالمدينة المنورة بعد صعود النبي صلى الله عليه وسلم لربه جل وعلا ليأتي خلفاً أبو بكر الصديق ولما كان هذا اليوم هو الأربعاء قبل الختام بالخميس، فقد قدمت أطروحة (تطورالحكم في السودان) بقلم البروفيسور حسن الساعوري وتبادل عرضها وتناولها الاستاذان صديق حسن مساعد، وأبشر رفاي وقد ركز الاثنان على مرجعية القرآن الكريم وتجارب المجاهدين في ارساء الحكم والشورى.. وكانت القيادات المجتمعية وبينها منسقو التعايش السلمي بكل محلية بولاية الخرطوم كلهم قد سعدوا بهذه الأطروحات الهادفة وتبادلوا مع المحاضرين ومقدمي الأوراق تبادلوا معهم التعليقات والاستفسارات والأسئلة مما اكسب هذا الملتقى أبعادًا تعاهدوا على طرحها في مجتمعاتهم هناك.. حتى خرجوا مبتهجين بمقولة أبشر رفاي الخماسية.. ركائز التمكين المجتمعي خمس-( الماهية والولية والعربية والسفرية والقروض الذكية).. والله أكبر.