تحية مباركة طيبة، وتحية سودانية صميمة من قلب وأعماق كل سوداني إلى سعادة الأخ العزيز ميرزا الصائغ رئيس هيئة آل مكتوم الخيرية ورجل الأعمال والدبلوماسي الإماراتي المتميز، وإلى أعضاء وفده الكرام من أعضاء هيئة مكتوم الخيرية ومن أبناء الإمارات الخيرين.. الذين يعطِّرون سماء السودان هذه الأيام ويحملون البشريات والخير العميم إلى أهلنا في دارفور وفي العديد من بقاع السودان، وهذا ديدنهم ودأبهم من عقود طويلة.. عطاء مستمر بلا حدود وبلا مَن ولا أذى.. وزيارة وفد هيئة آل مكتوم الخيرية للسودان هذه الأيام هو وصل لزيارات سابقات متكررات طوال الأعوام الماضية.. وسعادة ميرزا الصائغ يزور السودان وعموم أفريقيا بصفة مستمرة، فقد أصبح خبيراً قديراً ومتميزاً في شؤون العمل الخيري في السودان وفي أفريقيا كلها، وسجل هيئة آل مكتوم الخيرية حافل بجلائل الأعمال في السودان وفي أفريقيا. ولقد قدم سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير المالية والصناعة ومؤسس هيئة آل مكتوم الخيرية مساعدات ضخمة لأفريقيا في كل مجالات العمل الإنساني وخاصة في مجال التعليم، حيث شيَّد مئات المدارس في معظم الدول الأفريقية، والآن في معظم المدن الأفريقية تجد أن للمدارس الثانوية التي شيدها سمو الشيخ حمدان بن راشد دوراً مهماً في التعليم وتتميز هذه المدارس التي تشرف عليها منظمة الدعوة الإسلامية بنجاحها الباهر في مجال التعليم وفي مجال التربية والسلوك القويم، كما يجد طلابها فرصة مواتية للالتحاق بالجامعات الأفريقية ومنها جامعة أفريقيا في السودان - وللعلم فإن ميرزا الصائغ من أعضاء مجلس أمناء جامعة أفريقيا العالمية الذي يضم عدداً من خيرة العلماء والرجال. ولقد اهتم الشيخ حمدان بالجانب الصحي والعلاجي، فأنشأت هيئته العديد من المستشفيات والمراكز الصحية والطبية والعلاجية في العديد من الأقطار الأفريقية.. ولهيئة آل مكتوم الخيرية دور كبير في إنشاء المراكز الإسلامية والثقافية حول العالم خاصة في أوروبا وفي المملكة المتحدة تحديداً.. وهناك تعاون كبير ومثمر ويعتبر أنموذجا للتعاون في مجالات العمل الخيري بين هيئة آل مكتوم الخيرية ومنظمة الدعوة الإسلامية، وتقوم المنظمة بتنفيذ معظم الأعمال والمساعدات الخيرية للهيئة في القارة الأفريقية مما حقق مكاسب هائلة لهذه القارة وإنسانها.. وهناك علاقة طيبة ورائعة بين سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم والمشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية الذي يحظي بمحبة وتقدير كبيرين في دول الخليج.. ولقد ساعدت تلك العلاقة الطيبة والود المتبادل بين سمو الشيخ حمدان وسوار الذهب في تحقيق النجاحات الكبيرة للهيئة وللمنظمة في أفريقيا.. ولقد زار المشير عبد الرحمن سوار الذهب وميرزا الصائغ العديد من البلدان الأفريقية خلال السنوات الماضية وقابلا العديد من رؤساء الدول في أفريقيا، وكان لزياراتهما تلك الأثر الكبير في قيام العديد من المشروعات الصحية والتعليمية وغيرها في أفريقيا، وتحظى منظمة الدعوة الإسلامية وهيئة مكتوم الخيرية في أفريقيا بتقدير كبير وهما عنوان للثقة والمصداقية في كل أرجاء العالم.. وتأتي زيارة الوفد الإماراتي هذه للسودان لمتابعة الأعمال الكبيرة التي قامت بها الهيئة في دارفور في كافة المجالات، حيث زادت تكلفة المشروعات الحالية للهيئة في دارفور عن العشرة ملايين درهم إماراتي في دارفور.. ولعل هذا الاهتمام بدافور يؤكد مصداقية وجدية هيئة آل مكتوم في تقديم الدعم والمساعدة والسند الحقيقي الذي يحتاجه الناس هناك، حيث إن التنمية والبناء والاهتمام بالبنية التحتية وإقامة المشروعات المنتجة هو ما يحتاجه الناس هناك وهو الاتجاه الصحيح نحو حل تلك القضية من جذورها، ويستمر عطاء الهيئة في السودان في مناطق واسعة وربما تشمل البركات بعض الذين سيكتب الله لهم الحج على نفقة الهيئة بإذن الله. لقد شاء الله تعالي أن أعد في عام 2002 كتاباً عن سيرة هيئة آل مكتوم الخيرية بتكليف من سعادة الأخ ميرزا الصائغ وشارك معي في ذلك العمل الطيب الأخ الأستاذ الإعلامي صلاح الطيب الذي كان له فضل إعداده باللغة الإنجليزية.. وقد تعرفت وقتها وفي غاية الإعجاب والاندهاش على النشاط الكبير والواسع الذي تقوم به هذه الهيئة المباركة حول العالم وبحر مال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي عرف عنه عدم حبه للأضواء والإعلام، ولكن كلمة صادقة تقال في حقه إنه من أفضل الناس سيرة وسريرة وعطاء غير مجذوذ وبغير مَن ولا أذى.. ولعل الدور الكبير الذي يقوم به سعادة ميرزا الصائغ تجاه هذه الهيئة وما يجود به من وقت ثمين مستقطع من حق عياله وأسرته هو محبة خالصة للشيخ حمدان بن راشد الذي عرف الناس قدره ومكانته فأحبوه في الله تعالى و لله تعالى.. ولم ولن ينس السودانيون فضله وكرمه، وكانت جامعة الجزيرة قد منحته دكتوراة فخرية تقديراً لجهوده القيِّمة تجاه الجامعة التي نالت قبل سنوات جائزة موسسة حمدان بن راشد الطبية كجامعة عربية متميزة.. وللعلم فإن جائزة حمدان الطبية من أرفع الجوائز الطبية في العالم، كما ان له جائزة متميزة في مجال التعليم. إن أفضال الإمارات العربية في مجال العمل الخيري والإنساني واسعة جداً على مستوى العالم، وللسودان النصيب الأوفي منها وهي تنسج محبة خاصة بين الشعبين الشقيقين.. ولاشك أن للسيد ميرزا الصائغ ومواطنيه أمثال سعادة الأخ سالم بن أحمد النعيمي دوراً كبيراً في توطيد هذه العلاقات في جانبها وشقها الإنساني.. فلهما التحية والتقدير من شعب السودان قاطبة.