تعتبر الخدمات البريدية والبرقية من أقدم الخدمات في السودان، حيث بدأت الخدمات البرقية تحت مسمى التلغراف الحربي وتم إنشاء أول مكتب بريد بمدينة سواكن تحت الإدارة التركية بأختام وطوابع تركية تم تحويل البريد إلى مصلحة مدنية وصدر أول طابع بريد سوداني طابع الجمل للتخليص البريدي في مارس 9881 من مدينة بربر، وفي عام 0191 صدر أول قانون يعمل على تنظيم خدمات البريد والبرق، ونحن في السودان نتطلع أن يعود البريد لما هو أفضل من سيرته الأولى كمحرك للاقتصاد ومساهم في التواصل الاجتماعي والثقافي ، وفي إطار احتفال الهيئة القومية للاتصالات بمناسبة اليوم العالمي للبريد وتحت شعار إسناد الاتصالات للبريد، نادت وزير الاتصالات د. تهاني عبد الله جميع المعنيين بأمر البريد متمثلين هيئة الاتصالات والمركز القومي للمعلومات والشركات العاملة في مجال البريد، بالعمل على تضافر الجهود لخلق قطاع بريدي فعال يستجيب للطلبات والرغبات المتجددة لزبائن البريد في ظل تنامي التطبيقات المرتبطة بالانترنت وتعزيز واستيعاب دور قطاع البريد في إنجاح إنفاذ مشروعات الحكومة والتجارة الإلكترونية، مشددة على ضرورة أن يكون البريد شريكاً أساسياً في عملية توزيع وتسليم المستندات والبضائع الناتجة من الاتفاقيات الإلكترونية بجانب ضرورة أن يكون هناك عنوان بريدي لكل مواطن ومؤسسة، وقالت إن وجود العنوان البريدي يشكل الأساس القوي وامتداداً لشبكة بريدية خدمية لا غنى عنها لتقديم كافة الخدمات الإلكترونية، معلنة أن المبيعات عبر الانترنت حول العالم ستبلغ بنهاية العام الجاري 1.5 تريليون دولار، وسيتم تسليم عمليات الشراء عبر الانترنت عبر مشغلي البريد في كافة أنحاء العالم، وأضافت الوزيرة أن هذا يدلل على المكانة المهمة للقطاع في حركة الاقتصاد العالمي لما له من دور في تحفيزه وتحسين سبل العيش الكريم في السودان، فيما أكد المدير العام لهيئة الاتصالات د. يحيى عبد الله تكامل واندماج الأدوار بين قطاعي الاتصالات والبريد بالبلاد، وذلك من منطلق اعتماد مشغلي البريد في تطوير وتحسين خدماتهم للزبائن على معطيات ثورة قطاع الاتصالات مع الدور المشترك في تقديم خدمات التجارة الإلكترونية من حيث توفير وسائط الاتصال والنقل والتوزيع، مشيراً إلى السعي في تقديم أفضل الخدمات البريدية لمختلف قطاعات الشعب السوداني ومواكبة وسائل التكنولوجيا الحديثة مع تعزيز الأنشطة المالية في الخدمات البريدية المتاحة عبر المشاركة مع مؤسسات البريد، كاشفاً أن الهيئة على المستوى القانوني قامت بمراجعة مقترح قانون الاتصالات والبريد للعام 4102م، وأجازت لائحة لخدمات البريد السريع واللائحة العامة للخدمات البريدية وإعداد لائحة أمن وسلامة البريد، وإضافة العديد من البنود للائحة حماية المنافسة، كما تجري هيئة الاتصالات حالياً مراجعة شاملة لاتفاقية الترخيص مع المشغل العمومي. ودعا مدير إدارة البريد هاشم المجذوب إلى دعم القطاع حتى يضطلع بدوره في خدمة الاقتصاد الوطني وتقوية التواصل الاجتماعي والثقافي بين أهل السودان والعالم، وأضاف أن السودان يعد من أوائل الدول التي بادرت بإعادة هيكلة قطاع البريد.