جريمة اغتصاب الأطفال من الجرائم المدمرة لإنسان المستقبل، فالمجرم بعد أن يفعل فعلته ويذهب يترك من الدمار النفسي ما لا يلتئم سنينا.. وتفشت الظاهرة في هذا الزمان خصوصاً بعد تفشي العطالة وتعاطي المخدرات الناجم عنها.. وهي تتطلب الانتباه وترك اللا مبالاة التي تتسم بها بعض الأسر والمجتمع. في الدروشاب يعيش الأطفال رعباً من شخص معروف، اتهم بعدة جرائم اغتصاب وتحرش، والآن مفتوح تجاهه بلاغان وتبحث عنه الشرطة، رغم أنه كعلاء الدين صاحب المصباح موجود في محطة «71» أحياناً وفي سوق الخضار حيناً، وعلى ظهر ركشة يشتري الحليب من الدكان الظاهر للعيان مساء. الأمهات خلفن حالة من الرعب في نفوس الأطفال كثيرون باتوا يرفضون الذهاب للمدرسة خوفاً من «الذئب البشري»، آخر مصائبه مطاردته قبل يومين لطفل في العاشرة من عمره كان في طريقه للمدرسة، ولم ينج منه إلا بواسطة سيدتين تعملان في الخدمات الاجتماعية فأخذتا الطفل «بركشة» إلى منزله، وهرب «الذئب» قبل أن يصل لمأربه. الناس يتهامسون في الحي كيف ينجو هذا المجرم دائماً بفعلته، وأين القوانين الرادعة التي تردعه وتحفظ لنا أطفالنا، وهل هناك من يحميه فعلاً أم كما قال قريبه لبعض الناس «عندو كادوك». أغلب أهل الضحايا، ومن كانت لي فرصة لقائهم أكدوا أن بُعد نيابة الطفل «في الحاج يوسف»، وصعوبة الوصول لها هي السبب في تقاعسهم عن متابعة قضاياهم معه، أو فتح بلاغ في الأصل، والطفل الأخير قالوا إن النيابة لم تفتح لهم بلاغ لأنه لا يوجد شهود.. السؤال أليس هناك طريقة قانونية لردع هؤلاء أم أنه الطريق الذي قد يقود أحدهم لأخذ حقه بيده ويسود قانون الغاب. الأمل في شرطة السودان وقضائه قائم.. في أنهم حماة الإنسان والوطن.