٭ يوم السبت الماضي لم يكن كبقية الأيام.. بل كان يوماً استثنائياً خاصاً عاشته أم المدائن ود مدني بأعصاب مشدودة وشحنات من الترقب والتوتر والقلق وهي تتابع من على البعد فارسها وسيد أتيامها الأهلي العريق وهو يخوض نزال الحسم أمام مريخ كوستي بعيداً عن أرضه وجمهوره الوفي. ٭ وقد رافق بعثة الأهلي إلى كوستي عدد مهول من عشاقه ومحبيه من أصحاب الأعصاب الفولاذية لمؤازرة الفريق هناك.. بينما اكتفى آخرون من «الرصيف» وأصحاب الأعصاب «البايظة» متابعة اللقاء عبر أثير الإذاعة وآهات وانفعالات المعلق أسامة علي حسين. ٭ وقبيل أن تغرب شمس ذلك اليوم أشرقت على الدنا شموس سيد الأتيام وهي تنثر أشعتها الذهبية على أديم الأرض وجانا الخبر السعيد شايلو النسيم معلناً تأهل الأهلي وعودته الظافرة لمكانه الطبيعي بين الكبار في الممتاز. ٭ وانطلقت مواكب الأفراح في ود مدني لتعم أسواقها وشوارعها وحدائقها وكافة أحيائها فتغنت بانت ورقصت الحلة الجديدة وزغردت الدباغة و«سكسك» المزاد و«هججت» مارنجان و«انتشت» جبرونا والعشير.. وفرح الوالي وانبسط نائبه وتبسم وزير الرياضة و«عرض» المعتمد ونامت مدني على وسادات الفرح الخرافي. ٭ ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله لا بد لنا أن نشيد ونشكر كل من دعم الأهلي في مسيرة عودته الظافرة بدءاً من والي الجزيرة الدكتور محمد يوسف ونائبه أزهري خلف الله رغم أن دعمهما ومؤازرتهما جاءت متأخرة بعض الشيء ولكن لا بأس فإن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي.. والإشادة موصولة لوزير الشباب والرياضة نصر الدين بابكر ومعتمد مدني إبراهيم خيري وشرطة الجزيرة بقيادة ربانها الماهر سعادة اللواء الطيب بابكر وجهاز الأمن والمخابرات بقيادة مديره الرياضي المطبوع سعادة العميد عصام عوض الكريم والاتحاد المحلي لكرة القدم بقيادة رئيسه طارق سيد أحمد وسكرتيره معتصم عبد السلام وأقطاب النادي الأهلي الذين دعموه مادياً وآزروه معنوياً وعلى رأسهم رئيس النادي السابق مبارك محجوب وأمين المال السابق عمر نقد والعاشق المتيم بحب الأهلي الأستاذ الفاتح خضر الذي ظل حريصاً على مرافقة سيد الأتيام أينما حلّ. ٭ تبقى لنا أن نغزل أكاليل من التهاني والتبريكات لنزين بها جيد مجلس إدارة النادي الأهلي الذي قاد هذا الإنجاز الضخم بقيادة رئيسه الفخيم الأستاذ بدر الدين عوض الله وسكرتيره جعفر كباشي وزملائهم الكرام بالمجلس والتهاني موصولة لإدارة الكرة عثمان كنترول وعثمان مبارك وللجهاز الفني الثنائي المبدع عمر ملكية وصباحي ولكل نجوم الفريق الأشاوس الذين سطروا هذا الإنجاز في دفاتر التاريخ. ٭ أما جمهور الأهلي العظيم الذي لم يبخل على فريقه بالدعم والمؤازرة حتى بعد سقوطه من الممتاز ضارباً أروع الأمثال في الوفاء والولاء لسيد الأتيام مهما جار عليه الزمان وعصفت به رياح النكسة خارج حلبة الممتاز.. هذا الجمهور الوفي يستحق منا بلا شك أن نوفيه حقه كاملاً ونهديه أطناناً من التهاني والتبريكات. ٭ ولا شك بأن المرحلة القادمة للأهلي هي الأصعب والأخطر قبل أن يخوض غمار معارك الممتاز فيلدغ ثالثة من جحر الهبوط.. ويجب أن يعلم الجميع أن مجلس إدارة الأهلي لا يملك عصا موسى لتوفير الأموال الضخمة التي تتطلبها التسجيلات. ٭ وتظل الآمال معقودة على حكومة الجزيرة التي بيدها وحدها رسم مستقبل الفريق فإما أن تدعمه دعماً حقيقياً ومؤثراً يشرفها في محافل التنافس القومي ويرفع رأسها عالياً بين الولايات.. وإما أن تهمله «فيدق الدلجة» وينكس رأسها ويخصم من رصيدها الشعبي ويهزم شعار نهضة الجزيرة الذي رفعته عند تسلمها مهام الحكم.